هذا ما عثرنا عليه من طرق هذا الحديث ولعلّ ما فاتنا منها أكثر ، ولعلّك بعد هذه كلّها لا تستريب في أنّه لو كان هناك حديثٌ متواترٌ يقطع بصدوره عن مصدر الرسالة فهو هذا الحديث ، أو انّه من أظهر مصاديقه.
كما أنَّك لا تستريب بعد ذلك كلّه انَّ أمير المؤمنين عليهالسلام بحكم هذا الحديث الصادر ميزان الايمان ومقياس الهدى بعد رسول الله صلىاللهعليهوآله ، وهذه صفةٌ مخصوصةٌ به عليهالسلام وهي لا تبارحها الإمامة المطلقة ، فإن من المقطوع به أنَّ أحداً من المؤمنين لم يتحلَّ بهذه المكرمة ، فليس حبُّ أيِّ أحد منهم شارة ايمان ولا بغضه سمة نفاق ، وإنّما هو نقصٌ في الأخلاق وإعوازٌ في الكمال ما لم تكن البغضاء لإيمانه ، وأمّا إطلاق القول بذلك مشفوعاً بتخصيصه بأمير المؤمنين فليس إلّا ميزة الإمامة ، ولذلك قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : «لولاك يا علي؟ ما عُرف المؤمنون بعدي» (١).
وقال : والله لا يبغضه أحد من أهل بيتي ولا من غيرهم من الناس إلّا وهو خارجٌ من الايمان (٢).
__________________
(١) مناقب ابن المغازي ، شمس الاخبار ٣٧ ، الرياض ٢ / ٢٠٢ ، كنز العمّال ٦ / ٤٠٢ «المؤلف رحمهالله».
انظر مناقب الامام علي بن ابي طالب لابن المغازلي : ٧٠ ح ١٠١.
(٢) شرح نهج البلاغة لابن ابي الحديد ٢ / ٧٨ «المؤلف رحمهالله».
وانظر طبعة القاهرة بتحقيق محمد ابو الفضل ابراهيم ٦ / ٢١٧.