بن سليمان النوفلي في الإخبار عن ابن عائشة وغيره أنَّ سعداً لمّا قال هذه المقالة لمعاوية ونهض ليقوم ضرط له معاوية وقال له : اقعد حتّى تسمع جواب ما قلت ، ما كنتَ عندي قطُّ ألأم منك الآن فهلّا نصرته؟ ولِمَ قعدتَ عن بيعته؟ فانّي لو سمعت من النبي صلىاللهعليهوآله مثل الّذي سمعت فيه لكنت خادماً لعليٍّ ما عشت.
فقال سعد : والله إنّي لأحقُّ بموضعك منك.
فقال معاوية : يأبى عليك بنو عذرة.
وكان سعد فيما يقال لرجل من بني عذرة ... الكلام.
وصحَّ عند الحفّاظ الأثبات أنَّ معاوية أمر سعداً فقال : ما منعك أن تسبَّ ابا تراب؟!
قال : أما ما ذكرت ثلاثاً قالهنَّ رسول الله صلىاللهعليهوآله فلن اسبه ، لأن تكون لي واحدة منهنَّ أحبُ اليّ من حمر النعم ، سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآله يقول لعليّ وخلّفه في تبوك فقال له عليٌّ : يا رسول الله تخلّفني مع النساء والصبيان؟ فقال له رسول الله صلىاللهعليهوآله أما ترضى أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسى؟! إلّا أنّه لا نبيَّ بعدي ... الحديث (١).
__________________
(١) جامع الترمذي ٢ ص ٢١٣ ، مستدرك الحاكم ٣ ص ١٠٨ وصححه واقره الذهبي وأخرجه باللفظ المذكور مسلم في صحيحه ، ونقله عنه الحافظ الكنجي في الكفاية ٢٨ ، والبدخشاني في نزل الابرار ص ١٥ عن مسلم