المراتب ، والتوحيد والعدل والنبوَّة قبل ذلك ، وهم يُدخلون في التوحيد نفي الصفات ، والقول بأنَّ القرآن مخلوقٌ ، وانَّ الله لا يُرى في الآخرة ، ويُدخلون في العدل التكذيب بالقدرة ، وانَّ الله لا يقدر أن يهدي من يشاء ، ولا يقدر أن يضلَّ من يشاء ، وانّه قد يشاء ما لا يكون ويكون ما لا يشاء ، وغير ذلك.
فلا يقولون : انَّه خالق كلّ شيء ، ولا انَّه على كلِّ شيء قدير ، ولا انّه ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن ١ / ٢٣ (١)
ج ـ بلغ من جهل الرجل انّه لم يُفرِّق بين اصول الدين واصول المذهب ، فيعدُّ الإمامة التي هي من تالي القسمين في الأوَّل ، وأنَّه لا يعرف عقائد قوم هو يبحث عنها ولذلك أسقط المعاد من اصول الدين ، ولا يختلف من الشيعة اثنان في عدِّه منها.
على أنّ أحداً لو عدّ الإمامة من اصول الدين فليس بذلك البعيد عن مقاييس البرهنة بعد أن قرن الله سبحانه ولاية مولانا امير المؤمنين عليهالسلام بولايته وولاية الرسول صلىاللهعليهوآله بقوله : (إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا) (٢).
__________________
(١) منهاج السنة ١ / ٩٩.
(٢) المائدة : ٥٥.