تدلُّ على جهل ناقلها مثل قوله : نزل في حقِّهم ـ في حقِّ أهل البيت ـ هل أتى ، فإنَّ هل أتى مكيَّةٌ باتِّفاق العلماء ، وعليٌّ إنّما تزوج فاطمة بالمدينة بعد الهجرة ، وولد الحسن والحسين بعد نزول هل أتى ، فقوله : «إنّها نزلت فيهم» من الكذب الذي لا يخفى على مَن له علمٌ بنزول القرآن وأحوال هذه السادة الأخيار. ٢ ص ١١٧ (١).
ج ـ إنَّ الرجل لا ينحصر جهله بباب دون باب فهو كما انّه جاهلٌ في العقائد جاهلٌ في الفِرَق ، جاهلٌ في السيرة ، جاهلٌ في الأحكام ، جاهلٌ في الحديث ، كذلك جاهلٌ في علوم القرآن حيث لم يعلم أوّلاً أنَّ كون السورة مكيَّة لا ينافي كون بعض آياته مدنيَّة وبالعكس ، وقد اطَّرد ذلك في السور القرآنية كما مرَّ ج ١ ص ٢٥٥ ـ ٢٥٨ (٢).
__________________
(١) المصدر السابق ٤ / ٢٠.
(٢) وإليك نص ما جاء هناك :
١ ـ سورة العنكبوت ، مكيّة الّا عشرة آيات من أوّلها.
تفسير الطبري ٢٠ / ٨٦ ، تفسير القرطبي ١٣ / ٣٢٣ ، السراج المنير للشربيني ٣ / ١١٦.
٢ ـ سورة الكهف ، مكيّة الّا سبع آيات من اولها ، وقوله «واصبر نفسك ...».
تفسير القرطبي ١٠ / ٣٤٦ ، اتقان السيوطي ١ / ١٦.