وهذا معنى قول ابن الحصار : إنّ كلَّ نوع من المكّي والمدنيِّ منه آيات مستثناة (١).
وثانياً : إنَّ أوثق الطرق الى كون السورة أو الآية مكّيّة أو مدنيّة هو ما تضافر النقل به في شأن نزولها بأسانيد مستفيضة ، دون الأقوال المنقطعة عن الإسناد ، وقد أسلفنا في ص ١٠٠ ـ ١٠٤ من هذا الجزء شطراً مهمّاً ممَّن خرَّج هذا الحديث وأخبت إليه (٢) فليس
__________________
طرفي النهار» ، وقوله «أليس الله بكاف عبده» ، وسورة الفاتحة فانها نزلت مرّة بمكة حين فرضت الصلاة ، ومرّة بالمدينة حين حُولت القبلة ، ولتثنية نزولها سميت بالمثاني ، كما في اتقان السيوطي ١ / ٦٠ ، وتاريخ الخميس ١ / ١١. «المؤلف رحمهالله».
(١) الاتقان ١ / ٢٣ «المؤلف رحمهالله».
(٢) نقل المؤلف رحمهالله في المجلد الثالث من الغدير ص ١٠٧ قائمة باسماء رواة الحديث الوارد في شأن نزول الآية الشريفة ، اليك نصّها بتهذيب منّا :
١ ـ ابو جعفر الاسكافي المتوفى ٢٤٠ في رسالته التي ردّ بها على الجاحظ.
٢ ـ الحكيم محمد بن علي الترمذي ، كان حيّاً في سنة ٢٨٥ ، ذكره في نوادر الاصول : ٦٤.
٣ ـ الحافظ محمد بن جرير الطبري المتوفى ٣١٠ ، ذكره في اسباب نزول هل أتى كما في الكفاية.
٤ ـ ابن عبد ربه المالكي في العقد الفريد ٣ / ٤٢ ـ ٤٧ (حديث احتجاج المأمون على اربعين فقيهاً).
٥ ـ الحاكم النيسابوري المتوفى ٤٠٥ ، ذكره في مناقب فاطمة عليهاالسلام كما في الكفاية.