وحَسبُ الرجل ما في فتح الباري ٧ ص ٢١٧ للحافظ ابن حجر العسقلاني قال بعد بيان كون المؤاخاة مرَّتين وذكر جملة من أحاديثهما :
وأنكر ابن تيميّة في كتاب الردّ (١) على ابن المطهَّر الرافضي في المؤاخاة بين المهاجرين وخصوصاً مؤاخاة النبيِّ لعليٍّ قال : لأنَّ المؤاخاة شرعت لإرفاق بعضهم بعضاً ، ولتأليف قلوب بعضهم على بعض ، فلا معنى لمؤاخاة النبيِّ لأحدٍ منهم ولا لمؤاخاة مهاجريِّ لمهاجريِّ.
وهذا ردٌّ للنصّ بالقياس ، وإغفالٌ عن حكمة المؤاخاة ، لأنَّ بعض المهاجرين كان أقوى من بعض بالمال والعشيرة والقوى ، فآخى بين الأعلى والأدنى ، ليرتفقن الأدنى بالأعلى ، ويستعين الأعلى بالأدنى ، وبهذا نظر في مؤاخاته لعلّي لأنَّه هو الذي كان يقوم به من عهد الصبا من قبل البعثة واستمرَّ ، وكذا مؤاخاة حمزة وزيد بن حارثة لأنَّ زيداً مولاهم فقد ثبّت أخوَّتهما وهما من المهاجرين ، وسيأتي في عمرة القضاء قول زيد بن حارثة : إنَّ بنت حمزة بنت أخي.
__________________
أخرجه الخليعي في الخليعات ، وسعيد بن منصور في سننه كما في كنز العمال ٦ / ٣٩٤ «المؤلف رحمهالله».
(١) وهو كتاب منهاج السنة الذي نتكلم حولهُ «المؤلف».