باب القراءة
قال الله تعالى : (فَإِذا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللهِ مِنَ الشَّيْطانِ الرَّجِيمِ* إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَلى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ) [النحل : ٩٩].
(إِنَّما سُلْطانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ) [النحل : ١٠٠].
(أَنَّهُ مَنْ تَوَلَّاهُ فَأَنَّهُ يُضِلُّهُ) [الحج : ٤].
واذكر عهد الله عليك وميثاقه في وحيه وتنزيله ، وانظر كيف تقرأ كلامه وكتابه فرتّل وتدبّر ، وقف عند وعده ووعيده وأمثاله ومواعظه وأمره ونهيه ومحكمه ومتشابهه ، وإني لأخشى أن تكون إقامتك حدوده غفلة من تضييعك حدوده. قال الله عزوجل : (فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ) [الأعراف : ١٨٥].
باب الركوع
واركع ركوع خاشع لله بقلبه خاضعا بجوارحه ، واستوف ركوعك وانحط عن همتك في القيام بأمره ، فإنك لا تقدر على أداء فرضه إلا بعونه. ولا تبلغ دار رضوانه إلا برحمته ، ولا تستطيع الامتناع من معصية إلا بعصمته ، ولا تنجو من عذابه إلا بعفوه ، قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : " لن يدخل الجنّة أحد بعمله". قالوا : ولا أنت يا رسول الله؟ قال : " ولا أنا إلّا أن يتغمّدني الله برحمته".
باب السجود
واسجد لله سجود عبد متواضع علم أنه خلق من تراب يطؤه جميع الخلق ، وأنه ركب من نطفة يستقذرها كل واحد ، فإذا فكر في أصله وتأمل تركيب جوهره من ماء وطين ازداد لله تواضعا ويقول في نفسه : ويحك لم رفعت رأسك من سجودك؟ لم لم تمت بين يديه ، وقد جعل الله السجود سبب القرب إليه؟ فقال تعالى : (وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ). فمن اقترب منه بعد من كل شيء سواه ، واحفظ صفة سجودك في هذه الآية : (مِنْها خَلَقْناكُمْ وَفِيها نُعِيدُكُمْ وَمِنْها نُخْرِجُكُمْ تارَةً أُخْرى) [طه : ٥٥]. واستعن بالله عن غيره ، فإنه روي عن النبيّ صلىاللهعليهوسلم أنه قال : قال الله تبارك وتعالى : (لا أطّلع على قلب عبد فأعلم منه حب العمل بطاعتي إلا توليت تقويمه وسياسته).
باب التشهد
والتشهد ثناء ، وشكر له ، وتعرض لمزيد فضله ودوام كرامته ، فاخرج عن دعواك وكن له عبدا بفعلك كما أنت عبد له بقولك ، فإنه خلقك عبدا وأمرك أن تكون له عبدا كما خلقك : (وَما كانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذا قَضَى اللهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ) [الأحزاب : ٣٦].
(وَرَبُّكَ يَخْلُقُ ما يَشاءُ وَيَخْتارُ ما كانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ) [القصص : ٦٨].