(سَنُقْرِئُكَ فَلا تَنْسى إِلَّا ما شاءَ اللهُ) (١) وقال : (وَما هُمْ بِضارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللهِ) (٢) وقال : (وَلَيْسَ بِضارِّهِمْ شَيْئاً إِلَّا بِإِذْنِ اللهِ) (٣) وقال : (وَما أَصابَكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعانِ فَبِإِذْنِ اللهِ) (٤). وإنّما أراد بإرادته ومشيئته لأنّه لا يأمر بالسحر والكهانة والإصابة من المسلمين ، وفي جميع ذلك دلالة على أنّه لا يقع لبشر قول ولا عمل ولا نية إلّا بمشيئة الله تعالى وإرادته ، وأنّه يريد هدى من سبق في علمه سعادته وإضلال من سبق في علمه شقاوته ، فلا يريد خلاف ما علم ، ولا يكون خلاف ما يريد ، وقال خبرا عن الجن الذين استمعوا القرآن : (وَأَنَّا لا نَدْرِي أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَنْ فِي الْأَرْضِ أَمْ أَرادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَداً) (٥) وقال : (قُلْ فَمَنْ يَمْلِكُ لَكُمْ مِنَ اللهِ شَيْئاً إِنْ أَرادَ بِكُمْ ضَرًّا أَوْ أَرادَ بِكُمْ نَفْعاً) (٦) وقد كتبنا سائر الآيات ومن الأخبار والآثار التي وردت في إثبات المشيئة في كتاب «الأسماء والصفات» ما فيه الكفاية.
١٥٧ ـ حدّثنا أبو حازم عمر بن أحمد العبدوي الحافظ ، حدّثنا أبو الحسن علي بن بندار بن الحسين الصوفي ، أخبرنا (٧) عبد الرحمن بن أحمد بن موسى عبدان الحافظ ، حدّثنا محمد بن مصفى ، حدّثنا بقية بن الوليد ح.
١٥٨ ـ وأخبرنا أبو نصر بن قتادة ، أخبرنا أبو الحسن محمد بن الحسن بن الحسين بن منصور ، وأخبرنا أبو بكر جعفر بن محمد الفريابي ، حدثني أبو أنس مالك بن سليمان ، حدثنا بقية ، عن عمر بن محمد ، عن زيد بن أسلم ، عن أبيه ، عن إبراهيم قال : لمّا أنزل الله ـ عزوجل ـ على رسوله صلىاللهعليهوسلم : (لِمَنْ شاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ) (٨) قالوا : الأمر إلينا إن شئنا استقمنا وإن شئنا لم نستقم. فأنزل الله ـ عزوجل ـ : (وَما تَشاؤُنَ إِلَّا أَنْ يَشاءَ اللهُ رَبُّ الْعالَمِينَ) (٩).
__________________
(١) سورة الأعلى ، الآية رقم (٦).
(٢) سورة البقرة ، الآية رقم (١٠٢).
(٣) سورة المجادلة ، الآية رقم (١٠).
(٤) سورة آل عمران ، الآية رقم (١٦٦).
(٥) سورة الجن ، الآية رقم (١٠).
(٦) سورة الفتح ، الآية رقم (١١).
(٧) في الأصل يتكرر [أخبرنا].
(٨) سورة التكوير ، الآية رقم (٢٨).
(٩) سورة التكوير ، الآية رقم (٢٩).