يستغفر الله ، قال : كتبه الله عليه؟ قال : نعم ، قال : فيعذبه وقد كتبه عليه ، فأخذ كفا من حصى فحصبه.
٥٢٣ ـ أخبرنا أبو بكر القاضي ، أنا أبو سهل بن زياد القطّان ، نا بشر بن موسى الأسدي ، نا أبو عبد الرحمن المقرئ عن ابن لهيعة ، قال : حدثني عمرو بن شعيب قال : كنت عند سعيد بن المسيب إذ جاءه رجل فقال : يا أبا محمد ، إن ناسا يقولون قدّر الله كل شيء ما خلا الأعمال ، فغضب سعيد غضبا لم أره غضب مثله قط حتى هم بالقيام ، ثمّ قال : فعلوها فعلوها ، ويحهم لو يعلمون ـ أما إنّي قد سمعت فيهم حديثا كفاهم به شرا ، فقلت : وما ذلك يا أبا محمد ـ رحمك الله ـ فقال : حدّثني رافع بن خديج عن النبيّ صلىاللهعليهوسلم أنّه قال : «سيكون في أمتي أقوام يكفرون بالله وبالقرآن وهم لا يشعرون» فقلت : يا رسول الله ، كيف يقولون؟ قال : «يقرون ببعض القدر ويكفرون ببعض ، يقولون : الخير من الله والشر من الشيطان» وذكر الحديث بطوله.
٥٢٤ ـ أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أنا أبو بكر بن إسحاق ، أنا الحسن بن علي بن زياد ، نا سعيد بن سليمان ، نا عبد الواحد بن [سليم] (١) ، قال : سألت عطاء بن أبي رباح فقلت : إنّ أناسا من أهل البصرة يقولون في القدر ، قال : تقرأ القرآن؟ قلت : نعم ، قال : اقرأ الزخرف فقرأت (حم وَالْكِتابِ الْمُبِينِ) (٢) قال : أتدري ما القرآن العربي؟ قلت : نعم / والحمد لله ، قال : وما هو؟ قلت : الفرقان الذي أنزل على محمد صلىاللهعليهوسلم ، قال : صدقت ، ثم قرأت : (وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتابِ لَدَيْنا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ) (٣) قال : أتدري ما أم الكتاب؟ قلت : الله ورسوله أعلم ، قال : هو الكتاب الذي كتبه قبل أن يخلق السموات وقبل أن يخلق الأرض ، فيه أن فرعون من أهل النّار ، وتبت يدا أبي لهب.
__________________
(١) في الأصل [سليمان] والتصحيح من سنن الترمذي (٦ / ٣٠٧ ـ مع التحفة) رقم الحديث ٢٢٤٤.
(٢) سورة الزخرف ، الآية رقم (١ ، ٢).
(٣) سورة الزخرف ، الآية رقم (٤).