عبرة (١). ولكن أهل مكة لم يعتبروا (وَما كانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ) (٢) لما سبق في علم الله تعالى من عدم إيمانهم إذا فلا تحزن عليهم. (وَإِنَّ رَبَّكَ) أيها الرسول الكريم لهو لا غيره العزيز الغالب الرحيم بمن تاب من عباده فإنه لا يعذبه بل يرحمه.
هداية الآيات
من هداية الآيات :
١ ـ بيان سنة أن الظلمة والطغاة إذا أعيتهم الحجج يلجأون إلى القوة.
٢ ـ جواز الاستنصار بالله تعالى وطلب الفتح بين المظلوم والظالمين.
٣ ـ سرعة استجابة الله تعالى لعبده نوح وذلك لصبره قرونا طويلة فلما انتهى صبره ورفع شكاته الى ربه أجابه فورا فأنجاه وأهلك أعداءه.
(كَذَّبَتْ عادٌ الْمُرْسَلِينَ (١٢٣) إِذْ قالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ هُودٌ أَلا تَتَّقُونَ (١٢٤) إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ (١٢٥) فَاتَّقُوا اللهَ وَأَطِيعُونِ (١٢٦) وَما أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلى رَبِّ الْعالَمِينَ (١٢٧) أَتَبْنُونَ بِكُلِّ رِيعٍ آيَةً تَعْبَثُونَ (١٢٨) وَتَتَّخِذُونَ مَصانِعَ لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ (١٢٩) وَإِذا بَطَشْتُمْ بَطَشْتُمْ جَبَّارِينَ (١٣٠) فَاتَّقُوا اللهَ وَأَطِيعُونِ (١٣١))
شرح الكلمات :
(كَذَّبَتْ عادٌ) : عاد اسم أبي القبيلة وسميت القبيلة به.
(أَخُوهُمْ هُودٌ) : أخوهم في النسب.
(فَاتَّقُوا اللهَ) : أي خافوا عقابه فلا تشركوا به شيئا.
__________________
(١) وجه العبرة أن الله تعالى أنجى الموحدين وأهلك المشركين بعد أن أبلغ نوح رسالته بصبر واحتساب لا نظير لهما إذ دعا وبلّغ وأوذي وصبر وصابر ألف سنة إلّا خمسين عاما.
(٢) سبق أن ذكرت أن المراد بمن أكثرهم لا يؤمنون هم أكابر مجرمي مكة وعلى رأسهم المستهزؤون وهذا من إطلاق العام وإرادة الخاص لأنّ الذين آمنوا وأسلموا أكثر ممن ماتوا على الكفر أو نفي الإيمان مقيّد بزمن معيّن لا يتعداه.