(قالُوا إِنَّما أَنْتَ مِنَ الْمُسَحَّرِينَ (١٥٣) ما أَنْتَ إِلاَّ بَشَرٌ مِثْلُنا فَأْتِ بِآيَةٍ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (١٥٤) قالَ هذِهِ ناقَةٌ لَها شِرْبٌ وَلَكُمْ شِرْبُ يَوْمٍ مَعْلُومٍ (١٥٥) وَلا تَمَسُّوها بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذابُ يَوْمٍ عَظِيمٍ (١٥٦) فَعَقَرُوها فَأَصْبَحُوا نادِمِينَ (١٥٧) فَأَخَذَهُمُ الْعَذابُ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً وَما كانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ (١٥٨) وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (١٥٩))
شرح الكلمات :
(إِنَّما أَنْتَ مِنَ الْمُسَحَّرِينَ) : الذين سحروا وبولغ في سحرهم حتى غلب عقولهم.
(فَأْتِ بِآيَةٍ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ) : إن كنت من الصادقين في أنك رسول فأتنا بآية تدل على ذلك.
(لَها شِرْبٌ وَلَكُمْ شِرْبُ يَوْمٍ مَعْلُومٍ) : أي لها يوم تشرب فيه من العين ولكم يوم آخر معلوم.
(فَعَقَرُوها فَأَصْبَحُوا نادِمِينَ) : أي فلم يؤمنوا فقتلوها فأصبحوا نادمين لما شاهدوا العذاب.
معنى الآيات :
ما زال السياق في الحوار الذي دار بين صالح عليهالسلام وقومه ثمود فلما ذكرهم ووعظهم ردوا عليه بما أخبر تعالى عنهم في قوله (قالُوا إِنَّما أَنْتَ مِنَ الْمُسَحَّرِينَ) (١) أي الذين سحروا وبولغ في سحرهم حتى غلب على عقولهم فهم لا يعرفون ما يقولون (ما أَنْتَ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنا) تأكل الطعام وتشرب الشراب فلا أنت رب ولا ملك فنخضع لك
__________________
(١) وقيل : (مِنَ الْمُسَحَّرِينَ) أي : من المعللين بالطعام والشراب مأخوذ من السّحر وهو : الرئة يعنون أنه بشر له رئة يأكل ويشرب كسائر الناس فلا يفضلهم وشاهده قول الشاعر :
أرانا موضعين لأمر غيب |
|
ونسحر بالطعام وبالشراب |
موضعين مسرعين إلى الموت وما في التفسير أولى وأظهر.