إِلاَّ عَجُوزاً فِي الْغابِرِينَ (١٧١)) ثُمَّ دَمَّرْنَا الْآخَرِينَ (١٧٢) وَأَمْطَرْنا عَلَيْهِمْ مَطَراً فَساءَ مَطَرُ الْمُنْذَرِينَ (١٧٣) إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً وَما كانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ (١٧٤) وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (١٧٥))
شرح الكلمات :
(لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ) : أي عن إنكارك علينا ما نأتيه من الفاحشة.
(مِنَ الْمُخْرَجِينَ) : أي من بلادنا وطردك من ديارنا.
(لِعَمَلِكُمْ مِنَ الْقالِينَ) : أي المبغضين له البغض الشديد.
(رَبِّ نَجِّنِي وَأَهْلِي مِمَّا يَعْمَلُونَ) : أي من عقوبة وعذاب ما يعملونه من الفواحش.
(فَنَجَّيْناهُ وَأَهْلَهُ) : أي نجينا لوطا الذي دعانا وأهله وهم امرأته المؤمنة وابنتاه.
(إِلَّا عَجُوزاً فِي الْغابِرِينَ) : أي فإنا لم ننجها إذ حكمنا بإهلاكها مع الظالمين فتركناها معهم حتى هلكت بينهم لأنها كانت كافرة وراضية بعمل القوم.
(وَأَمْطَرْنا عَلَيْهِمْ مَطَراً) : أي أنزل عليهم حجارة من السماء فأمطروا بها بعد قلب البلاد عاليها سافلها.
(فَساءَ مَطَرُ الْمُنْذَرِينَ) : أي فقبح مطر المنذرين ولم يمتثلوا فما كفوا عن الشر والفساد.
معنى الآيات :
ما زال السياق فيما دار بين نبي الله لوط وقومه المجرمين فإنه لما ذكرهم ووعظهم وأمرهم ونهاهم وسمعوا ذلك كله منه أجابوا بما أخبر تعالى به عنهم (قالُوا لَئِنْ (١) لَمْ تَنْتَهِ يا لُوطُ) أي عن إنكارك علينا ما نأتيه من الفاحشة (لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمُخْرَجِينَ) أي نخرجك من بلادنا ونطردك من بيننا ولا تبقى ساعة واحدة عندنا إنتبه يا رجل .. فأجابهم لوط
__________________
(١) في الجملة إقسام دلّت عليه اللام ولا شك أنهم يحلفون بآلهتهم الباطلة والجملة متضمنة تهديدا وإيعادا بالإبعاد والإخراج من البلد.