وَما خَلَقْنَا السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَما بَيْنَهُما إِلاَّ بِالْحَقِّ وَإِنَّ السَّاعَةَ لَآتِيَةٌ فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ (٨٥) إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْخَلاَّقُ الْعَلِيمُ (٨٦) وَلَقَدْ آتَيْناكَ سَبْعاً مِنَ الْمَثانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ (٨٧) لا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلى ما مَتَّعْنا بِهِ أَزْواجاً مِنْهُمْ وَلا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَاخْفِضْ جَناحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ (٨٨))
شرح الكلمات :
(أَصْحابُ الْحِجْرِ) : هم قوم صالح ومنازلهم بين المدينة النبوية والشام.
(وَآتَيْناهُمْ آياتِنا) : أي في الناقة وهي أعظم آية.
(فَما أَغْنى عَنْهُمْ ما كانُوا يَكْسِبُونَ) : من بناء الحصون وجمع الأموال.
(الصَّفْحَ الْجَمِيلَ) : أي أعرض عنهم إعراضا لا جزع فيه وهذا قبل الأمر بقتالهم
(سَبْعاً مِنَ الْمَثانِي) : هي آيات سورة الفاتحة السبع.
(أَزْواجاً مِنْهُمْ) : أي أصنافا من الكفار.
(وَاخْفِضْ جَناحَكَ) : أي ألن جانبك للمؤمنين.
معنى الآيات :
هذا شروع في موجز قصة أخرى هي قصة أصحاب الحجر وهم ثمود قوم صالح ، قال تعالى : (وَلَقَدْ كَذَّبَ أَصْحابُ الْحِجْرِ (١) الْمُرْسَلِينَ) وفي هذا موعظة لرسول الله صلىاللهعليهوسلم إذ كذبه قومه من أهل مكة فليصبر على تكذيبهم فقد كذبت قبلهم أقوام. وقال تعالى (الْمُرْسَلِينَ) ولم يكذبوا إلا صالحا باعتبار أن من كذب رسولا فقد كذب عامة الرسل ، لأن دعوة الرسل واحدة وهي أن يعبد الله وحده بما شرع لإكمال الإنسان وإسعاده في
__________________
(١) لفظ الحجر يطلق على أمور عدّة منها العقل (لِذِي حِجْرٍ) والحرام : (حِجْراً مَحْجُوراً) والفرس الانثى وحجر القميص ، والفتح فيه أولى ، وحجر اسماعيل إزاء الكعبة وديار ثمود : وهو المراد هنا.