وَلْنَحْمِلْ خَطاياكُمْ وَما هُمْ بِحامِلِينَ مِنْ خَطاياهُمْ مِنْ شَيْءٍ إِنَّهُمْ لَكاذِبُونَ (١٢) وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقالَهُمْ وَأَثْقالاً مَعَ أَثْقالِهِمْ وَلَيُسْئَلُنَّ يَوْمَ الْقِيامَةِ عَمَّا كانُوا يَفْتَرُونَ (١٣))
شرح الكلمات :
(وَوَصَّيْنَا الْإِنْسانَ) : أي عهدنا إليه بطريق الوحي المنزل على رسولنا.
(بِوالِدَيْهِ حُسْناً) : أي إيصاء ذا حسن ، وذلك ببرهما وعدم عقوقهما.
(وَإِنْ جاهَداكَ) : أي بذلا الجهد في حملك على أن تشرك.
(لَنُدْخِلَنَّهُمْ فِي الصَّالِحِينَ) : أي لندخلنهم مدخلهم في الجنة.
(فِتْنَةَ النَّاسِ) : أي أذاهم له.
(كَعَذابِ اللهِ) : أي في الخوف منه فيطيعهم فينافق.
(إِنَّا كُنَّا مَعَكُمْ) : أي في الإيمان وإنما أكرهنا على ما قلنا بألسنتنا.
(اتَّبِعُوا سَبِيلَنا) : أي ديننا وما نحن عليه.
(وَلْنَحْمِلْ خَطاياكُمْ) : أي ليكن منكم اتباع لسبيلنا وليكن منا حمل لخطاياكم ، فالكلام خبر وليس إنشاء.
(وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقالَهُمْ) : أي أوزارهم ، والأوزار الذنوب.
(وَأَثْقالاً مَعَ أَثْقالِهِمْ) : أي من أجل قولهم للمؤمنين اتبعوا سبيلنا.
(عَمَّا كانُوا يَفْتَرُونَ) : أي يكذبون.
معنى الآيات :
هذه الآيات نزلت في شأن (١) سعد بن أبي وقاص لما أسلم قالت له أمه حمنة بنت أبي سفيان ما هذا الدين الذي أحدثت والله لا آكل ولا أشرب حتى ترجع إلى ما كنت عليه أو أموت فتعيّر بذلك أبد الدهر يقال يا قاتل أمه ، ثم إنها مكثت يوما وليلة لم تأكل ولم تشرب ولم
__________________
(١) روى مسلم وغيره عن سعد بن أبي وقاص أنه قال : نزلت في أربع آيات فذكر قصته قال : قالت أم سعد : أليس الله قد أمرك بالبر؟ والله لا أطعم طعاما ولا أشرب شرابا حتى أموت أو تكفر ، قال : فكانوا إذا أرادوا أن يطعموها شجروا فاها فنزلت هذه الآية.