٣) استحسان ضرب الأمثال لتقريب المعاني إلى الأفهام.
٤) عظم فائدة هذا المثل «ضرب لكم مثلا من أنفسكم الآية» حتى قال بعضهم (١) : فهم هذا المثل أفضل من حفظ كذا مسألة فقهيّة.
٥) علّة ضلال الناس اتباعهم لأهوائهم بغير علم وبانصرافهم عن الهدى بالاسترسال في اتباع الهوى. (٢)
(فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً فِطْرَتَ اللهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْها لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللهِ ذلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ (٣٠) مُنِيبِينَ إِلَيْهِ وَاتَّقُوهُ وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَلا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ (٣١) مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكانُوا شِيَعاً كُلُّ حِزْبٍ بِما لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ (٣٢))
شرح الكلمات
(فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً) : أي سدد وجهك يا رسولنا للدين الإسلامي بحيث لا تنظر إلا إليه.
(حَنِيفاً) : أي مائلا عن سائر الأديان إليه ، وهو بمعنى مقبلا عليه.
(فِطْرَتَ اللهِ) : أي صنعة الله التي صنع عليها الإنسان وهي قابليته للإيمان بالله تعالى.
(لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللهِ) : أي لا تعملوا على تغيير تلك القابلية للإيمان والتوحيد فالجملة خبرية لفظا انشائية معنى.
(الدِّينُ الْقَيِّمُ) : أي المستقيم الذي لا يضل الآخذ به.
(مُنِيبِينَ إِلَيْهِ) : أي راجعين إليه تعالى بفعل محابه وترك مكارهه.
__________________
(١) المراد به القرطبي إذ قال عند تفسير هذه الاية : «وهذه المسألة أفضل للطالب من حفظ ديوان كامل في الفقه لأن جميع العبادات البدنية لا تصح إلّا بتصحيح هذه المسألة في القلب ، فافهم ذلك».
(٢) لما أقام عليهم الحجة ذكر تعالى أنهم يعبدون الأصنام باتباع أهوائهم وتقليد آبائهم وأسلافهم.