هؤلاء الأنبياء السابقون طريقتهم التي سنها الله لهم هي أنهم ينفذون أمر الله ولا يتلفتون الى الناس يقولون ما يقولون ، ويخشون ربهم فيما فرض عليهم ولا يخشون غيره ، وكفى بالله حسيبا أي حافظا لأعمال عباده ومحاسبا عليها ومجاز بها ، وقوله تعالى في ختام السياق (ما كانَ مُحَمَّدٌ أَبا أَحَدٍ مِنْ رِجالِكُمْ) لا زيد ولا غيره إذ لم يكن له ولد ذكر قد بلغ الحلم إذ مات الجميع صغارا وهم أربعة ثلاثة من خديجة وهم القاسم والطيب والطاهر وابراهيم وهو من مارية القبطية ، فلذا لا يحرم عليه أن يتزوج مطلقة زيد لأنه ليس بابنه وان كان يدعى زيد بن محمد قبل إنهاء التبني وأحكامه ولكن رسول الله وخاتم النبيين فلا نبى بعده فلو كان له ولد ذكر رجلا لكان يكون نبيا ورسولا كما كان أولاد ابراهيم واسحق ويعقوب وداود ، ولما أراد الله أن يختم الرسالات برسالته لم يأذن ببقاء أحد من أولاد نبيّه بل توفاهم صغارا ، أما البنات فكبرن وتزوجن وأنجبن ومتن حال حياته الا فاطمة فقد ماتت بعده بستة أشهر وقوله تعالى : (وَكانَ اللهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً) فما أخبر به هو الحق وما حكم به هو العدل وما شرعه هو الخير فسلموا لله فى قضائه وحكمه فإن ذلك خير وأنفع.
هداية الآيات
من هداية الآيات :
١ ـ بيان أن المؤمن الحق لا خيرة عنده في أمر قضى فيه الله ورسوله بالجواز أو المنع.
٢ ـ بيان أن من يعص الله ورسوله يخرج عن طريق الهداية إلى طريق الضلالة.
٣ ـ جواز عتاب الله تعالى لرسوله صلىاللهعليهوسلم.
٤ ـ بيان شدة حياء الرسول صلىاللهعليهوسلم.
٥ ـ بيان إكرام الله لزيد بأن جعل اسمه يقرأ على ألسنة المؤمنين الى يوم الدين.
٦ ـ بيان إفضال الله على زينب لما سلمت أمرها لله وتركت ما اختارته لما اختاره الله ورسوله فجعلها زوجة لرسول الله وتولى عقد نكاحها في السماء فكانت تفاخر نساءها بذلك.
٧ ـ تقرير حديث ما ترك عبد شيئا لله الا عوضه الله خيرا منه.
٨ ـ إبطال أحكام التّبني التى كانت في الجاهلية.
٩ ـ تقرير نبوة الرسول صلىاللهعليهوسلم وكونه خاتم الأنبياء فلا نبيّ بعده.
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللهَ ذِكْراً كَثِيراً (٤١) وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً (٤٢) هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ