(وَلا نِسائِهِنَ) : أي المؤمنات أما الكافرات فلا.
(وَلا ما مَلَكَتْ أَيْمانُهُنَ) : أي من الإماء والعبيد في أن يرونهن ويكملونهن من دون حجاب.
(وَاتَّقِينَ اللهَ) : أي يا نساء النبي فيما أمرتن به من الحجاب وغيره.
معنى الآيات :
لما بين تعالى لرسوله ما ينبغي له مراعاته من شأن أزواجه أمهات المؤمنين بين تعالى بهذه الآية (٥٣) ما يجب على المؤمنين مراعاته أيضا نحو أزواج النبي أمهاتهم فقال (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا) حقا وصدقا (لا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ) بالدخول إلى طعام تطعمونه غير (١) ناظرين إناه أي وقته ، وذلك أن هذه الآية والمعروفة بآية الحجاب نزلت في شأن نفر من أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوسلم لما أكلوا طعام الوليمة التى أقامها رسول الله لما زوّجه الله بزينب بنت جحش رضى الله عنها ، وكان الحجاب ما فرض بعد على النساء مكثوا بعد انصراف الناس يتحدثون فقام رسول الله صلىاللهعليهوسلم وخرج أمامهم لعلهم يخرجون فما خرجوا وتردد رسول الله على البيت فيدخل ويخرج رجاء أن يخرجوا معه فلم يخرجوا واستحى صلىاللهعليهوسلم أن يقول لهم هيا فاخرجوا. فأنزل الله تعالى هذه الآية فقوله تعالى غير ناظرين إناه (٢) يعني ذلك النفر ومن يريد أن يفعل فعلهم فإذا وجه إليه أخوه استدعاء لحضور وليمة بعد الظهر مثلا أتى إلى المنزل من قبل الظهر يضايق اهل المنزل فهذا معنى غير ناظرين إناه أي وقته لأن الإنى هو الوقت.
وقوله ولكن إذا دعيتم فادخلوا أي فلا تدخلوا بدون دعوة أو إذن فاذا طعمتم أي فرغتم من الأكل فانصرفوا منتشرين في الأرض فهذا الى بيته وهذا الى بيت ربه وهذا إلى عمله. وقوله : (وَلا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ) أي ولا تمكثوا بعد الطعام يحدث بعضكم بعضا مستأنسين بالحديث. حرم تعالى هذا عليكم أيها المؤمنون لأنه يؤذى رسوله. وان كان الرسول لكمال أخلاقه لا يأمركم بالخروج حياء منكم فالله لا يستحي من الحق فلذا أمركم بالخروج بعد الطعام
__________________
(١) غير ناظرين إناه غير منصوب على الحال والآية تضمنت الأدب في حال الجلوس والطعام كما تضمنت مشروعية الحجاب.
(٢) أي غير منتظرين وقت نضجه ، واناه مقصور ، وفيه لغات إني بكسر الهمزة وأني بفتح الهمزة والنون وأنا بفتح الهمزة والمد قال الحطيئة :
وأخرت العشاء إلى سهيل |
|
أو الشعرى فطال بي الاناء |
والفعل أنى يأنى أنى إذا حان وأدرك وفرغ.