لَكُمْ عَدُوٌّ) (١) بالغ العداوة ظاهرها فاتخذوه أنتم عدوا كذلك فلا تطيعوه ولا تستجيبوا لندائه ، (إِنَّما يَدْعُوا حِزْبَهُ) أي أتباعه (لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحابِ السَّعِيرِ) أي النار المستعرة ، إنه يريد أن تكونوا معه في الجحيم. إذ هو محكوم عليه بها أزلا وقوله تعالى : (الَّذِينَ (٢) كَفَرُوا لَهُمْ عَذابٌ شَدِيدٌ) أي في الآخرة ، والذين آمنوا وعملوا الصالحات (لَهُمْ مَغْفِرَةٌ) أي لذنوبهم (وَأَجْرٌ كَبِيرٌ) هو الجنة وما فيها من النعيم المقيم. هذا حكم الله في عباده وقراره فيهم : وهم فريقان مؤمن صالح وكافر فاسد ولكل جزاء عادل.
هداية الآيات
من هداية الآيات :
١ ـ تسلية الرسول صلىاللهعليهوسلم ويدخل فيها كل دعاة الحق إذا كذّبوا وأوذوا فعليهم أن يصبروا.
٢ ـ تقرير البعث والجزاء المتضمن له وعد الله الحق.
٣ ـ التحذير من الاغترار بالدنيا أي من طول العمر وسعة الرزق وسلامة البدن.
٤ ـ التحذير من الشيطان ووجوب الاعتراف بعداوته ومعاملته معاملة العدو فلا يقبل كلامه ولا يستجاب لندائه ولا يخدع بتزيينه للقبيح والشر.
٥ ـ بيان جزاء أولياء الرحمن أعداء الشيطان ، وجزاء أعداء الرحمن أولياء الشيطان.
(أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَناً فَإِنَّ اللهَ يُضِلُّ مَنْ يَشاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشاءُ فَلا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَراتٍ إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ بِما يَصْنَعُونَ (٨) وَاللهُ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّياحَ فَتُثِيرُ سَحاباً فَسُقْناهُ إِلى بَلَدٍ مَيِّتٍ فَأَحْيَيْنا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها كَذلِكَ النُّشُورُ (٩) مَنْ كانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعاً
__________________
(١) يكفي في إثبات عداوته أنه أخرج أبوينا من الجنة ، وأنه تعهد بإضلالهم وإغوائهم كقوله لأغوينهم أجمعين وقوله ولأضلنهم ولأمنينهم.
(٢) (الَّذِينَ كَفَرُوا) : الجملة مستأنفة بيانيا لأنه بعد التحذير من طاعة الشيطان يلوح في الأذهان سؤال : ما جزاء من أطاع الشيطان وما جزاء من عصاه؟ فالجواب الذين كفروا لهم عذاب شديد والذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم مغفرة وأجر كبير ويرى بعضهم أنها ابتدائية ذكرت فذلكة لما تقدم من الكلام.