عليكم. ثم قالوا لهم موبخين لهم : (أَإِنْ ذُكِّرْتُمْ) (١) أي وعظتم وخوّفتم بالله لعلكم تتقون تطيّرتم. بل أنتم أيها القوم (مُسْرِفُونَ) أي متجاوزون الحد في الكفر والشرك والعدوان.
هداية الآيات
من هداية الآيات :
١ ـ استحسان ضرب المثل وهو تصوير حالة غريبة بحالة أخرى مثلها كما هنا في قصة حبيب بن النجار.
٢ ـ تشابه حال الكفار في التكذيب والإصرار في كل زمان ومكان.
٣ ـ لجوء أهل الكفر بعد إقامة الحجة عليهم الى التهديد والوعيد.
٤ ـ حرمة التطير والتشاؤم في الإسلام.
(وَجاءَ مِنْ أَقْصَا الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعى قالَ يا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ (٢٠) اتَّبِعُوا مَنْ لا يَسْئَلُكُمْ أَجْراً وَهُمْ مُهْتَدُونَ (٢١) وَما لِيَ لا أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (٢٢) أَأَتَّخِذُ مِنْ دُونِهِ آلِهَةً إِنْ يُرِدْنِ الرَّحْمنُ بِضُرٍّ لا تُغْنِ عَنِّي شَفاعَتُهُمْ شَيْئاً وَلا يُنْقِذُونِ (٢٣) إِنِّي إِذاً لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ (٢٤) إِنِّي آمَنْتُ بِرَبِّكُمْ فَاسْمَعُونِ (٢٥) قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ قالَ يا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ (٢٦) بِما غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ (٢٧))
شرح الكلمات :
وجاء رجل : أي جاء حبيب بن النجار صاحب يس (٢).
(مِنْ أَقْصَا الْمَدِينَةِ) : أي من أقصا دور المدينة وهي انطاكيا العاصمة.
__________________
(١) الاستفهام إنكاري ويل للإضراب الانتقالي أضرب عن دعواهم لبطلانها وانتقل بهم إلى الحقيقة وهي اسرافهم في الشرك والشر والفساد.
(٢) ما جاء في التفسير من كون الرسل هم رسل عيسى عليهالسلام ، وأن القرية هي أنطاكية ـ هو ما عليه أكثر المفسرين مثل قتادة وابن جرير وغيرهما ، إلّا أن ابن كثير رحمهالله تعالى رجّح أن الرسل رسل من الله تعالى ، وأن القرية ليست أنطاكية ، وحجته فيما رآه أنّ الله تعالى لم يهلك أمّة بعد نزول التوراة ، وهذه القرية أهلك أهلها. وهذه غفلة منه رحمهالله تعالى إذ أهلك الله أهل قرية كانت حاضرة البحر ، ومسخ أهلها قردة وخنازير على عهد داود بعد نزول التوراة بقرن وإنما رفع هلاك العامّة بعد بعثة النبي محمد نبي الرحمة صلىاللهعليهوسلم.