(يَسْعى) : أي يشتد مسرعا لما بلغه أن أهل البلد عزموا على قتل رسل عيسى الثلاثة.
(قالَ يا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ) : أي رسل عيسى عليهالسلام.
(اتَّبِعُوا مَنْ لا يَسْئَلُكُمْ أَجْراً) : اتبعوا من لا يطلبكم أجرا على إبلاغ دعوة الحق.
(وَهُمْ مُهْتَدُونَ) : أي الرسل إنهم علي هداية من ربهم ما هم بكذابين.
(فَطَرَنِي) : أي خلقني.
(إِنْ يُرِدْنِ الرَّحْمنُ بِضُرٍّ) : أي بمرض ونحوه.
(وَلا يُنْقِذُونِ) : أي مما أراد الله لي من ضر في جسمي وغيره.
(إِنِّي إِذاً لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ) : أي إني إذا اتخذت من دون الله آلهة أعبدها لفى ضلال مبين.
(إِنِّي آمَنْتُ بِرَبِّكُمْ فَاسْمَعُونِ) : أي صارح قومه بهذا القول وقتلوه.
(قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ) : قالت له الملائكة عند الموت ادخل الجنة.
(يا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ) : قال هذا لما شاهد مقعده في الجنة.
(بِما غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ) : وهو الإيمان والتوحيد والصبر على ذلك.
معنى الآيات :
ما زال السياق في مثل أصحاب القرية إنه بعد أن تعزز موقف الرسل الثلاثة وأعطاهم الله من الكرامات ما أبرأوا به المرضى بل وأحيوا الموتى بإذن الله وأصبح لهم أتباع مؤمنون غضب رؤساء البلاد وأرادوا أن يبطشوا بالرسل ، وبلغ ذلك حبيب بن النجار وكان شيخا مؤمنا موحدا يسكن في طرف المدينة الأقصى فجاء يشتد سعيا على قدميه فأمر ونهى وصارح القوم بإيمانه وتوحيده فقتلوه رفسا بأرجلهم قال تعالى (وَجاءَ مِنْ أَقْصَا الْمَدِينَةِ رَجُلٌ) ـ انطاكيه ـ (رَجُلٌ يَسْعى) (١) أي يمشى بسرعة لما بلغه أن أهل البلاد قد عزموا على قتل الرسل الثلاثة وما إن وصل إلى الجماهير الهائجة حتى قال بأعلى صوته : (يا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ) (٢) وسأل الرسل هل طلبتم على إبلاغكم
__________________
(١) هذا الرجل هو حبيب بن النجار صاحب ياسين كما في الحديث والرجل كان مصابا بالجذام سنين وشفاه الله تعالى على يد رسل عيسى وبذلك آمن وأسلم وبقي في أرض أنطاكيا يعبد الله تعالى حتى بلغه هم أهل المدينة انطاكيا بالبطش بالرسل جاء مسرعا لينقذ دعوتهم ويدعو إلى الله تعالى بما أخبر به تعالى في هذه الآيات.
(٢) المراد بالمرسلين رسل عيسى الذين أرسلهم بالوصية إليهم إلى أنطاكيا من بينهم شمعون الذي عزز به الرسولين قبله.