وَيَسْخَرُونَ (١٢) وَإِذا ذُكِّرُوا لا يَذْكُرُونَ (١٣) وَإِذا رَأَوْا آيَةً يَسْتَسْخِرُونَ (١٤) وَقالُوا إِنْ هذا إِلاَّ سِحْرٌ مُبِينٌ (١٥) أَإِذا مِتْنا وَكُنَّا تُراباً وَعِظاماً أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ (١٦) أَوَآباؤُنَا الْأَوَّلُونَ (١٧) قُلْ نَعَمْ وَأَنْتُمْ داخِرُونَ (١٨) فَإِنَّما هِيَ زَجْرَةٌ واحِدَةٌ فَإِذا هُمْ يَنْظُرُونَ (١٩) وَقالُوا يا وَيْلَنا هذا يَوْمُ الدِّينِ (٢٠) هذا يَوْمُ الْفَصْلِ الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ (٢١))
شرح الكلمات :
(فَاسْتَفْتِهِمْ) : أي استخبر كفار مكة تقريرا وتوبيخا.
(أَهُمْ أَشَدُّ خَلْقاً أَمْ مَنْ خَلَقْنا) : أي خلقهم في ذواتهم وإعادتهم بعد موتهم ، أم من خلق تعالى من الملائكة والسموات والأرض وما فيها من سائر المخلوقات.
(مِنْ طِينٍ لازِبٍ) : أي يلصق باليد.
(بَلْ عَجِبْتَ وَيَسْخَرُونَ) : أي عجبت يا نبي الله من إنكارهم للبعث ، وهم يسخرون من دعوتك إلى الإيمان به.
(وَإِذا ذُكِّرُوا لا يَذْكُرُونَ) : أي وإذا وعظوا لا يتعظون.
(وَإِذا رَأَوْا آيَةً يَسْتَسْخِرُونَ) : أي إذا رأوا حجة من الحجج التي تحمل الآيات القرآنية تقرر البعث والتوحيد والنبوة يسخرون أي يستهزئون.
(قُلْ نَعَمْ وَأَنْتُمْ داخِرُونَ) : أي قل لهم يا رسولنا نعم تبعثون وأنتم صاغرون أذلاء.
(فَإِنَّما هِيَ زَجْرَةٌ واحِدَةٌ) : أي صيحة تزجرهم وهي نفخة إسرافيل في الصور النفخة الثانية.
(هذا يَوْمُ الدِّينِ) : أي يوم الحساب والجزاء.
معنى الآيات :
ما زال السياق الكريم في تقرير التوحيد والبعث والجزاء وقوله تعالى فاستفتهم (١) أي استخبرهم واطلب جوابهم أي بقولك آنتم أشد خلقا أي في ذواتكم وفي إحيائكم بعد مماتكم أم من خلقه الله من الملائكة والسموات والأرض وما فيهما وما بينهما؟ والجواب معلوم وهو أن خلق غيرهم
__________________
(١) مأخوذ من استفتاء المفتي والفتيا هي اخبار عن أمر يخفى عن غير الخواص في غرض ما والاستفهام هنا تقريري.