أولا مراحل ادعاء الإلهام والكشف :
فى الجزء الثالث من براهين أحمدية ، بدأ غلام أحمد يتحدث عن نفسه كملهم من الله تعالى ، وخطط قبل ادعائه النبوة لدعوى الإلهام حتى لا يثور عليه أهل الإسلام فقال فى براهين أحمدية : " إن الّذي يتم اتباعه للرسول ، صلىاللهعليهوسلم ، يكرم بالعلم الظاهر والباطن الّذي أكرم به الرسول أصالة" (١). وقال : " إن الإلهام لم ينقطع ، ولن ينقطع" (٢). وقال أيضا : " لا يجوز حصر كلمة الإلهام بمعناها اللغوى لأن جمهور العلماء متفقون على اعتبار الإلهام مرادفا للوحى" (٣).
وهذا يؤكد أن دعوته دعوة باطنية ، وزعمه أنه من أصحاب الإلهام يثبت الصلة القوية بين الفكر الباطنى وبين الدعوة القاديانية ، فإن صاحب هذه الدعوة كان يرى أنه من أصحاب العلم الباطنى حيث قال فى براهين أحمدية : " إذا كان العلماء لم يعطوا العلم الباطنى فكيف ، ولم يرثون النبوة؟ ألم يقل النبي ، صلىاللهعليهوسلم ، أنه يكون فى هذه الأمة محدثون" (٤).
وقد زعم المرزا غلام أحمد أن النزاع بينه وبين من يعارضونه فى مسألة الوحى بأنه مجرد خلاف لفظى فقط فقال فى براهين أحمدية : " النزاع بيننا وبين جماعة المسلمين الآخرين نزاع لفظى فالإعلامات الربانية التى نسميها وحيا يسميها علماء الإسلام فى كلامهم إلهاما أيضا" (٥).
__________________
(١) المرزا غلام أحمد ، براهين أحمدية ، ج ٣ / ص ٢٣٢
(٢) المرجع السابق : ص ٢٣١
(٣) المرجع السابق : ص ٢٢١
(٤) المرجع السابق : ص ٢٣١
(٥) المرجع السابق : ص ٢٢٢