النبوة وقال أنه عنده دليل على صحة نبوته فقال الإمام الأعظم ، رضى الله عنه : من طلب منه الدليل فقد كفر ؛ لأن رسول الله ، صلىاللهعليهوسلم قال فى الحديث الصحيح : " لا نبىّ بعدى".
خامسا : إجماع الصحابة :
ولقد أجمع الصحابة ، رضوان الله عليهم ، بعد وفاة رسول الله ، صلىاللهعليهوسلم ، على أنه النبي الخاتم بدليل أنهم هم أنفسهم الذين نقلوا إلينا أحاديث ختم النبوة بمحمد ، صلىاللهعليهوسلم ، وهم الذين أجمعوا على قتال المتنبئين بعد وفاته ، صلىاللهعليهوسلم.
وعن ابن أبى أوفى ، رضى الله عنه ، لما سئل عن إبراهيم ابن النبي ، صلىاللهعليهوسلم ، قال : " مات صغيرا ولو قضى أن يكون بعد محمد ، صلىاللهعليهوسلم ، نبى عاش ابنه ، ولكن لا نبىّ بعده" [رواه البخارى وأحمد].
ويقول القاضى عياض : " أخبر ، صلىاللهعليهوسلم ، أنه خاتم النبيين ، لا نبى بعده ، وأخبر عن الله تعالى أنه خاتم النبيين ، وأنه أرسل كافة للناس ، وأجمعت الأمة على حمل هذا الكلام على ظاهره ، وأن مفهومه المراد منه دون تأويل ولا تخصيص" (١).
ويقول الألوسى فى تفسيره روح المعانى : " وكونه ، صلىاللهعليهوسلم ، خاتم النبيين مما نطق به الكتاب ، وصدعت به السنة ، وأجمعت عليه الأمة ، فيكفر مدّعى خلافه ، ويقتل إن أصرّ" (٢).
__________________
(١) القاضى عياض : الشفاء ، ٢ / ٢٧١
(٢) الألوسى : روح المعانى ، ٢٢ / ٣٢ وما بعدها.