وطبعى أن هذا كذب واضح وسوء فهم متعمد لمعنى الإلهام والوحى ، وهدفه هو التمهيد لدعواه إلى أنه المهدى المنتظر ، ثم التمهيد بعد ذلك لدعوته إلى النبوة.
ثانيا مرحلة المهدى المنتظر والمسيح الموعود :
فى كتابه" فتح إسلام" بدأ غلام أحمد يخطط لمرحلة جديدة ، وزعم أن عصر ظهور المسيح جاء ، بل أعلن بلا مواربة بأنه المهدى المنتظر الّذي أرسله الله تعالى لإصلاح العالم ، وإقامة الدين فقال فى" فتح إسلام" : " يا أيها الناس إذا كنتم أصحاب إيمان ودين ؛ فاحمدوا الله واسجدوا لله شكرا ، أن العصر الّذي قضى آباؤكم حياتهم فى انتظاره ولم يدركوه ، وتشوقت إليه أرواح ولم تسعد به قد حلّ وأدركتموه وإليكم وحدكم أن تقدروا هذه النعمة وتنتهزوا هذه الفرصة ، سأكرر ذلك ولا أفتأ أذكرهم أننى ذلك الرجل الّذي أرسل للإصلاح الحق ؛ ليقيم هذا الدين فى القلوب من جديد" (١).
وما زال يكرر افتياءه وكذبه وزعمه أنه المهدى المنتظر والمسيح الموعود بل ازداد غلوّا وكفرا حين قال أنه أفضل من النبي الكليم ، يقول فى جرأة متناهية : " لقد أرسلت كما أرسل الرجل المسيح بعد كليم الله موسى الّذي رفعت روحه بعد تعذيب وإيذاء شديدين فى عهد هيرودوس ، فكما جاء الكليم الثانى محمد ، صلىاللهعليهوسلم ، الّذي هو أول كليم وسيد الأنبياء لقمع الفراعنة الآخرين الّذي قال الله عنهم : (إِنَّا أَرْسَلْنا إِلَيْكُمْ رَسُولاً
__________________
(١) المرزا غلام أحمد ، فتح إسلام ، ص ٦ ـ ٧