العاشر : ولمّا قال حين دعي إلى البيعة : اتركوني والتمسوا غيري ، فإنّي أسمعكم وأطوعكم إن ولّيتم غيري (١).
الحادي عشر : ولمّا أنكر أكثر أهل البيت هذا النصّ ، فإنّ من المعلوم فرط حبّهم لعلي عليهالسلام ، ومن كان كذلك استحال أن ينكر أعظم فضيلة لمحبوبه ، ومعلوم أنّ زيد بن علي رضي الله عنهما ـ مع كمال فضله ودينه ـ وجميع أتباعه أنكروا ذلك (٢).
الثاني عشر : روي أنّ السيد الحميري قال : ما لأمير المؤمنين فضيلة إلّا ولي فيها قصيدة (٣) وهذا النصّ الجلي لو صحّ لكان أعظم فضيلة له ، وما كان كذلك استحال من مادحه إلّا ذكره في أكثر قصائده ، وأشعاره ، ولكن ليس لهذا النصّ في أشعار السيد الحميري ذكر ، فدلّ على كونه موضوعا مخلقا.
فثبت بمجموع هذه الأدلّة أنّ النصّ على إمامة عليّ عليهالسلام لم يوجد.
والجواب عن الأوّل والثاني أن نقول : إنّ هذه الأخبار بلغت مبلغ التواتر ولا يمكن إنكارها ، أقصى ما في الباب أن يقال لو كان كذلك لتواتر إلى المخالف والموافق ولما اختصّت به الشيعة دون غيرهم.
لأنّا نقول : إنّه كما يشترط صحّة النقل في نفس الأمر اشترط أيضا انتفاء المانع عن الأذهان القابلة له.
__________________
(١) نهج البلاغة ، الخطبة : ٩١ ، شرح النهج للمعتزلي ١ : ١٦٩.
(٢) النصّ في الخطبة ٩٢ : دعوني والتمسوا غيري ... ولعلّي أسمعكم وأطوعكم لمن ولّيتموه أمركم.
(٣) بمعناه في الأغاني ٧ : ٢٥٧ ، وأخبار السيد الحميري للمرزباني بتحقيق الأميني ، طبعة النجف الأشرف عام ١٣٨٦ ه ، وعنهما في الغدير ٢ : ٢٤١ و٢٤٢.