بالإحصاء ، وإنّما ذكرنا منها ما أمكنَتْنا مشاهدتهُ.
وبقبلة القرافة المذكورة بسيط متّسع يُعرف بموضع قبور الشهداء ، وهم الذين استُشهدوا مع سارية رضي الله عن جميعهم ، والبسيط المذكور مُسنّم كله للعيان على مثال أسنِمة القبور دون بناء.
القباب الرفيعة لأهل البيت في مكة المكرّمة :
وعن مشاهد مكة المكرّمة يقول ابن جبير : فمن مشاهدها التي عاينّاها قبّة الوحي ، وهي في دار خديجة أُمّ المؤمنين رضي الله عنها ، وبها كان ابتناء النبي صلىاللهعليهوسلم بها ، وقبّة صغيرة أيضاً في الدار المذكورة فيها كان مولد فاطمة الزهراء رضي الله عنها ، وفيها أيضاً ولدت سيدي شباب أهل الجنّة ، الحسن والحسين رضي الله عنهما ، وهذه المواضع المقدّسة المذكورة مغلقة مصونة قد بنيت بناءً يليق بمثلها.
ومن مشاهدها الكريمة أيضاً مولد النبي صلىاللهعليهوسلم ، والتربة الطاهرة التي هي أوّل تربة مسّت جسمه الطاهر بُني عليها مسجد لم يُر أحفل بناءً منه ، أكثره ذهب منزّل به ، والموضع المقدّس الذي سقط فيه صلىاللهعليهوسلم ساعة الولادة السعيدة المباركة التي جعلها الله رحمةً للأُمّة أجمعين محفوف بالفضة.
ثمّ يعد بعض المشاهد فيقول : دار الخيزران ، وهي الدار التي كان النبي صلىاللهعليهوسلم يعبد الله فيها سراً مع الطائفة الكريمة المبادرة للإسلام من أصحابه رضي الله عنهم ... دار أبي بكر الصديق ... قبّة بين الصفا والمروة تنسب لعمر بن الخطاب ...
يقول ابن جبير : دخلنا مولد النبي صلىاللهعليهوسلم ، وهو مسجد حفيل البنيان