فأمّا الأقدام ففي حجارة في الطريق إليه مُعْلَم عليها ، تَجد أثر القدم في كلّ حجر ، وعدد الأقدام تسع ، ويقال : إنّها أثر قدم موسى عليهالسلام ، والله أعلم بحقيقة ذلك ، لا إله سواه (١).
هذا وقد أخذنا من رحلة ابن جبير المواضيع اللّازمة ، وإلّا فالسائر في الكتاب يقف على أُمور لم نذكرها ، والكلّ يدلّ على أنّ البناء على القبور وصيانتها عن الانطماس وزيارتها في فترات مختلفة كان أمراً رائجاً في خير القرون الذي جُعِل مقياساً بين الحقّ والباطل.
ابن الحجاج والقبّة البيضاء على قبر الإمام علي عليهالسلام :
إنّ الحسين بن أحمد بن محمد المعروف بابن الحجّاج البغدادي أحد الشعراء المفلقين في القرنين الثالث والرابع (٢٦٢ ـ ٣٩٢ ه) أنشأ قصيدته الفائية في مدح الإمام أمير المؤمنين ، وأنشدها في الحضرة العلويّة عند ما زارها يقول في مستهلّها :
يا صاحب القبّة البيضاء على النجفِ |
|
من زارَ قبرك واستشفى لديك شُفي |
زوروا أبا الحسن الهادي لعلّكم |
|
تحظون بالأجر ، والاقبال والزلف (٢) |
__________________
(١) قد نقلنا هذه النصوص برمّتها عن رحلة ابن جبير طبع دار صادر عام ١٣٨٤ ، فراجع فيما يرجع إلى مصر صفحة ١٩ ـ ٢٤ ، وفيما يرجع إلى مكة المكرّمة صفحة ٨٧ ، ١٤١ و ١٤٢ ، وفيما يرجع إلى المدينة المنوّرة صفحة ١٧٣ ـ ١٧٤ ، وفيما يرجع إلى مشاهد الكوفة صفحة ١٨٧ ـ ١٩٨ ، وفيما يرجع إلى بغداد صفحة ٢٠٢ ، وما يرجع إلى الشام صفحة ٢٤٦ ـ ٢٤٩ و ٢٥٣ ـ ٢٥٤.
(٢) اقرأ ترجمته في يتيمة الدهر ٣ : ٢٥ ؛ معجم الأُدباء ٤ : ٦ ؛ المنتظم ٧ : ٢١٦ ؛ تاريخ بغداد ٨٠ : ١٤ ؛ وفيات الأعيان ١ : ١٧٠ ؛ الكامل لابن الأثير ٩ : ٦٣ إلى غير ذلك من مصادر الترجمة ؛ وفي روضات الجنّات ٣ : ١٤٨ ـ ١٥٥ له ترجمة ضافية.