على الظواهر حتى فيما لا مجال للتأويل فيه وابن أبي الحديد مع تسننه قد يتوهم من شرحه تشيعه وابن ميثم ، بالعكس انتهى ، وظاهر كثير من أهل السنة أيضاً انكار تسنن الرجل رأساً بعد تشبث الشيعة في اسكاتهم والالزام عليهم بكلماته المقيدة واضافاته المجيدة واعترافاته المكررة الحميدة ، هذا وقد ذكره الشيخ ابو الفضل عبد الرزاق بن احمد ابن محمد بن ابي المعالي الشيباني الغوطي الاديب المؤرخ المشهور بنسبه الذي تصدر به العنوان الى قولنا الاصولي ثم قال بعد ذلك : كان من اعيان العلماء الافاضل وأكابر الصدور والاماثل حكيماً فاضلاً وكاتباً كاملاً عارفاً باصول الكلام يذهب مذهب المعتزلة وخدم في الولايات الديوانية والخدم السلطانية وكان مولده في غرة ذي الحجة سنة ست وثمانين وخسمائة واشتغل وحصّل وصنف والف فمن تصانيفه شرح نهج البلاغة عشرين مجلداً وقد احتوى هذا الشرح على ما لم يحتوِ عليه كتاب من جنسه ، صنفه لخزانه كتب الوزير مؤيد الدين بن محمد بن العلقمي رضياللهعنه ولما فرغ من تصنيفه انفذه على يد اخيه موفق الدين ابي المعالي فبعث له بمائة الف دينار وحلعة سنيّة وفرش ، فكتب الى الوزير هذه الابيات :
ايا رب العباد
رفعتَ ضبغى |
|
وطلت بمنكبي
وبللتَ ريقي |
وزيغ الاشعري
كشفتَ عني |
|
فلم اسلك بمعوج
الطريق |
أُحبّ الاعتزال
وناصريه |
|
ذوي الالباب
والنظر الدقيق |
واهل العدل
والتوحيد اهلي |
|
نعم وفريقهم
ابداً فريقي |
وشرح النهج لم
ادركه إلا |
|
بعونك بعد مجهدة
وضيق |
تمثل ان بدأت به
لعيني |
|
أشمّ كذروة
الطود السحيق |
فثم تحسّ عينك
وهو أنأى |
|
من العيّوق أو
بيض الغسوق |
بآل العلقمي
وردت زنادي |
|
وقامت بين أهل
الفضل سوقي |