هذا وطبعت الحاشية مرّة أخرى طبعة حجريّة في ١٣١ صفحة ملحقة بأصل الكتاب في مجلّدين سنة ١٣٧٧ ه بطهران ، وجاء في ديباجة هذه الطبعة :
«لقد زيّن هذا الكتاب المستطاب بهذه التعليقات الشريفة التي علّقها عليه المرحوم المبرور ، العلّامة آية الله الحاج آقا رضا الهمداني ، الفقيه الزاهد البارع ، الذي برز من حوزة درس علامة زمانه الميرزا محمّد حسن الشيرازي رحمهالله ، وصنّف في الفقه مصباح الفقيه في شرح شرائع الإسلام ، الذي لم يصنّف مثله في الدقّة ... وهذه التعليقة من أحسن التعليقات التي علّقها تلاميذ الشيخ قدسسرهم وغيرهم من الأساتيد على الكتاب فهي مع اختصارها مشحونة بالفوائد والتحقيقات الثمينة ، والأفكار البديعة التي لا توجد في غيرها ، فلله درّ مصنفه المرحوم ، وكان رحمهالله عالما عابدا زاهدا ، متجنّبا عن الدنيا وزخارفها ، مشغولا بالتدريس والتصنيف ، والخواصّ إلى مجلسه بحثه مشتاقون كشوق الحجيج إلى الصفا ، والمريض إلى الشفاء ، والظمآن إلى الرواء ...».
وقد استفاد من هذه الحاشية خلال قرن من طبعها ، كلّ من أقدم على شرح الرسائل أو التعليقة عليها أو تدريسها أو مطالعتها والاستفادة من قواعدها ، وقد رغب الأعلام في الاستفادة منها ـ فضلا عمّا عددنا من صفات المصنّف ـ لسلاسة بيان المصنّف ، وعذوبة جملاته واسترسالها ، هذا فضلا عن مناقشاته المشحونة بالتحقيقات والتدقيقات الأصوليّة ، والتطبيقات الفقهيّة وغيرهما ممّا قلّ نظيره في أمثاله من كتب الحواشي والتعليقات ، وقد استفدت في إخراج هذه الطبعة المحقّقة من الطبعتين السابقتين ، وخاصّة الطبعة الحجريّة الأولى ، لأنّها طبعت في حياة المصنّف وتحت إشرافه ، ونشرت في أيامه في الحوزات العلميّة فكان المعوّل عليها ، والإرجاع إليها. والله من وراء القصد.