المقدّمة
الحمد لله ربّ العالمين ، والصلاة والسّلام على خير الخلق أجمعين ، محمّدا صلّى الله عليه وعلى آله الطيّبين الطّاهرين.
لا يخفى على من تتبّع سير الدراسة في الحوزات العلميّة الشيعيّة أو درس فيها ، أهمّية مؤلّفات الشيخ مرتضى بن محمّد أمين الدزفولي الشهير ب «الانصاري» ، المتوفّى سنة ١٢٨١ ه في الفقه والأصول وفقه المعاملات ، ويجد أنّ جميعها تمتاز بالعمق العلمي ، والدقّة المتناهيّة ، واستيعاب المادّة من جميع جوانبها ، مع بيان سهل بعيد عن أسلوب القدماء في الغموض والإغلاق ، هذا كلّه إلى جانب منهجيّة الشيخ المبتكرة ، وأسلوبه في عرض المادّة ، فهو رحمهالله مبتكر هذه الطريقة ، حيث لم يشاهد في مؤلّفات معاصريه في الحوزات الشيعيّة أو من سبقه ، من جاراه أو تقدّم عليه ، ونحن لسنا بصدد استعراض الشيخ في كتبه ، لكن نحاول الإشارة إلى جانب مهم في أسلوبه إلا وهو الجمع والعرض ، خاصّة في كتابيه (فرائد الأصول) و (المكاسب) ، فقد استطاع الشيخ بتضلّعه في الفقه والأصول ، وإحاطته بأقوال المتقدّمين والمتأخّرين ، أن يجمع في شرح موضوع معيّن شتات الآراء المبثوثة في ثنايا الكتب ، وأن يركّز على كلمات معدودة بدل الكمّ الهائل ، فتراه يختار من بين