دَرَجَةً عِنْدَ اللهِ) : ممّن أقام على السقاية وعمر المسجد الحرام. (وَأُولئِكَ هُمُ الْفائِزُونَ) (٢٠) : أي الناجون من النار إلى الجنّة.
(يُبَشِّرُهُمْ رَبُّهُمْ بِرَحْمَةٍ مِنْهُ وَرِضْوانٍ وَجَنَّاتٍ لَهُمْ فِيها) : أي في الجنّة (نَعِيمٌ مُقِيمٌ) (٢١) : أي : دائم لا يزول. (خالِدِينَ فِيها) : أي في الجنّة (أَبَداً) : أي لا يموتون ولا يخرجون منها (إِنَّ اللهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ) (٢٢).
قوله : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا آباءَكُمْ وَإِخْوانَكُمْ أَوْلِياءَ) : أي لا تتولّوهم على معاصي الله (إِنِ اسْتَحَبُّوا الْكُفْرَ عَلَى الْإِيمانِ) : أي إن اختاروا الكفر على الإيمان (وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ) : أي من المؤمنين على الكفر (فَأُولئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ) (٢٣).
يقول : من تولّى مشركا فهو مشرك ، ومن تولّى منافقا فهو منافق ، وهو بولايتهما جميعا ظالم ، وهو ظلم فوق ظلم ، وظلم دون ظلم. وهو كقوله : (لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصارى أَوْلِياءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِياءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ) (٥١) [المائدة : ٥١] أي لا يكونون بظلم الشرك والنفاق مهتدين عند الله.
قوله : (قُلْ إِنْ كانَ آباؤُكُمْ وَأَبْناؤُكُمْ وَإِخْوانُكُمْ وَأَزْواجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوالٌ اقْتَرَفْتُمُوها وَتِجارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسادَها وَمَساكِنُ تَرْضَوْنَها أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللهِ وَرَسُولِهِ وَجِهادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللهُ بِأَمْرِهِ) : قال الحسن : الغنيمة. وقال مجاهد : فتح مكّة. (وَاللهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفاسِقِينَ) (٢٤).
قال بعضهم : الفاسقون ههنا المشركون الذين يموتون على شركهم (١).
وقال بعضهم : الآية جامعة محتملة لفسق الشرك والنفاق ، يقول : (وَاللهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ
__________________
(١) هذا قول يحيى بن سلّام ، وهو موجود في ز ، ورقة ١٢٤. أمّا القول الذي جاء بعده فهو للشيخ هود الهوّاريّ ، فهو برأيه أشبه وإلى أسلوبه أقرب.