اللهُ) : أي ودين الله ، وهو الإيمان بلا اله إلّا الله والعمل بفرائضه. (هِيَ الْعُلْيا) : أي هي الظاهرة (وَاللهُ عَزِيزٌ) : أي في نقمته (حَكِيمٌ) (٤٠) : أي في أمره.
قال بعضهم : (ثانِيَ اثْنَيْنِ) : كان صاحبه أبو بكر ، والغار في جبل بمكّة يقال له ثور.
قوله : (انْفِرُوا خِفافاً وَثِقالاً) : ذكروا أنّ أبا طلحة وأبا أيّوب قالا : استنفرنا الله على كلّ حال ، شبابا وشيوخا ، وهو تفسير الحسن. وقال : الخفاف : الشباب ، والثّقال : الشيوخ. وقال بعضهم (خِفافاً وَثِقالاً) : نشاطا وغير نشاط. وقال بعضهم : فقراء وأغنياء.
قال : (وَجاهِدُوا بِأَمْوالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ ذلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ) : أي الجهاد خير لكم في الثواب عند الله (إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ) (٤١) : هذا في غزوة تبوك ، وهي آخر غزوة غزاها رسول الله.
قال الكلبيّ : وذلك حين استنفر رسول الله صلىاللهعليهوسلم الناس إلى تبوك في حرّ شديد وعسرة من الناس ، فكره بعض الناس الخروج ، وجعلوا يستأذنونه في المقام من بين صاحب علّة ومن ليست به علّة ، فيأذن لمن يشاء أن يأذن له. وتخلّف كثير منهم بغير إذن ، فأنزل الله فيها نفاقهم ، فقال : (لَوْ كانَ عَرَضاً قَرِيباً) : أي : غنيمة قريبة (وَسَفَراً قاصِداً) : أي : هيّنا. وقال الحسن : (لَوْ كانَ عَرَضاً قَرِيباً) أي : غنيمة حاضرة (وَسَفَراً قاصِداً) أي : هيّنا. (لَاتَّبَعُوكَ وَلكِنْ بَعُدَتْ عَلَيْهِمُ الشُّقَّةُ) : [يعني السفر] (١). قال : وتخلّف المنافقون (٢) ، وقال بعضهم لبعض : أترى هذا الرجل أنّه يظهر على الشام ، وما الشام ، إنّما الشام الدّهم (٣) ، وتبوك في أدنى الشام ؛ فقال الله : (لَوْ كانَ عَرَضاً قَرِيباً وَسَفَراً قاصِداً لَاتَّبَعُوكَ وَلكِنْ بَعُدَتْ عَلَيْهِمُ الشُّقَّةُ) أي : السفر.
__________________
(١) زيادة من ز ، ورقة ١٢٧. وقال أبو عبيدة في مجاز القرآن ، ص ٢٦٠ : «الشقّة : السفر البعيد ، يقال : إنّك لبعيد الشقّة».
(٢) كذا في د وج : «وتخلّف المنافقون» ، وهو الصحيح ، وفي ق وع : «ويحلف المنافقون» ، وفيه تصحيف.
(٣) كأنّه أراد العدد الكثير من الناس الذين بها. أو لعلّ هذا القائل أراد الشدّة التي تدهمهم ، أي تغشاهم بالشام. انظر اللسان (دهم).