وقال مجاهد : (يَهْدِيهِمْ رَبُّهُمْ بِإِيمانِهِمْ) أي يكون لهم نورا يمشون به.
قوله : (دَعْواهُمْ فِيها) : أي قولهم فيها ، أي في الجنّة (سُبْحانَكَ اللهُمَ) : أي سبحانك ربّنا في تفسير الحسن ، وكذلك قال غيره : ذلك قولهم فيها (وَتَحِيَّتُهُمْ فِيها سَلامٌ) أي يحيّي بعضهم بعضا بالسلام ، وتحيّيهم الملائكة عن الله عزوجل بالسلام. والسّلام اسم من أسماء الله ، وهي تحيّة أهل الإسلام في الدنيا. وقال الحسن : السّلام اسم من أسماء الله الحسنى. قوله : (وَآخِرُ دَعْواهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ) (١٠) : أي إنّ أوّل كلامهم التسبيح وآخره الحمد لله. قال الحسن : إنّ أهل الجنّة يلهمون الحمد والتسبيح كما يلهمون النفس (١).
قوله : (وَلَوْ يُعَجِّلُ اللهُ لِلنَّاسِ الشَّرَّ اسْتِعْجالَهُمْ بِالْخَيْرِ) : أي فلو يعجّل الله للناس ذلك الشرّ كاستعجاله بالخير (٢) (لَقُضِيَ إِلَيْهِمْ أَجَلُهُمْ) : [وهو ما يدعو به الإنسان على نفسه وولده وماله ، ولو استجاب الله عزوجل له لأهلكه] (٣). وقال مجاهد : لأمات الذي يدعو عليه ، مثل قول الرجل لولده وماله : اللهمّ لا تبارك فيه والعنه.
ذكروا عن الحسن قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : لا يتمنّينّ أحدكم الموت ، ولا يدعو به ؛ فإنّ أحدكم إذا مات انقطع عنه عمله ، وإنّ أحدكم يزداد في أجله خيرا (٤). وقال في آية
__________________
ـ ص ٣٠١.
(١) هذا نصّ حديث رواه يحيى بن سلّام عن الحسن بن دينار عن الحسن البصريّ مرسلا ، ففي ز ، ورقة ١٣٦ : «عن الحسن البصريّ قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : إنّ أهل الجنّة يلهمون الحمد ...».
(٢) كذا جاءت هذه العبارة في المخطوطات ، وعبارة الطبريّ في تفسيره ج ١٥ ص ٣٣ أدقّ وأوضح. «قال أبو جعفر : يقول تعالى ذكره : ولو يعجّل الله للناس إجابة دعائهم في الشرّ ، وذلك فيما عليهم مضرّة في نفس أو مال ، (اسْتِعْجالَهُمْ بِالْخَيْرِ) يقول : كاستعجاله لهم في الخير بالإجابة إذا دعوه به ، (لَقُضِيَ إِلَيْهِمْ أَجَلُهُمْ) يقول : لهلكوا ، وعجّل لهم الموت ، وهو الأجل».
(٣) زيادة من ز ، ورقة ١٣٦.
(٤) أخرجه مسلم في صحيحه في كتاب الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار ، باب كراهة تمنّي الموت لضرّ نزل به ، عن أبي هريرة (رقم ٢٦٨٢).