ذكروا عن ابن مسعود أنّه قال : تحشر الأمم بأوثانها وما كانت تعبد من دون الله.
قوله : (وَرُدُّوا إِلَى اللهِ مَوْلاهُمُ الْحَقِ) : والحقّ اسم من أسماء الله. وهو كقوله : (يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ اللهُ دِينَهُمُ الْحَقَّ وَيَعْلَمُونَ أَنَّ اللهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ) (٢٥) [النور : ٢٥]. وكقوله : (ذلِكَ بِأَنَّ اللهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ ما يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ الْباطِلُ) [لقمان : ٣٠].
قوله : (وَضَلَّ عَنْهُمْ ما كانُوا يَفْتَرُونَ) (٣٠) : عن عبادتهم الأوثان.
ثمّ قال للنبيّ عليهالسلام : (قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّماءِ وَالْأَرْضِ) : وهو على الاستفهام (أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالْأَبْصارَ) : أي أن يذهبهما أو يبقيهما. (وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِ) : يعني النطفة والحبّة ، أي : يخرج من النطفة الميّتة الخلق الحيّ ، ويخرج من الخلق الحيّ النطفة الميّتة ، ويخرج من الحبّة اليابسة النبات الحيّ ، ويخرج من النبات الحيّ الحبّة اليابسة. وهذا تفسير مجاهد.
وقال الحسن : يخرج المؤمن من الكافر ، ويخرج الكافر من المؤمن.
(وَمَنْ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ) : أي فيما يحيي ويميت ، ويقبض ويبسط ، وينزّل الغيث ، ويدبّر الأمر في السماوات والأرض. (فَسَيَقُولُونَ اللهُ فَقُلْ أَفَلا تَتَّقُونَ) (٣١) : أي الله ، وأنتم تقرّون بالله عزوجل أنّه هو الذي يفعل هذه الأشياء ثمّ لا تتّقونه ، وتعبدون هذه الأوثان من دون الله.
(فَذلِكُمُ اللهُ رَبُّكُمُ الْحَقُ) : أي الذي تقرّون أنّه خلقكم ؛ والأوثان هي الباطل ، أي :الأموات ، لا يخلقون شيئا وهم يخلقون.
(فَما ذا بَعْدَ الْحَقِ) : والحقّ هو الله. يقول : فماذا بعد الحقّ (إِلَّا الضَّلالُ) : أي إلّا هذه الأوثان. وقال بعضهم : الباطل : إبليس. قوله في سبأ : (قُلْ جاءَ الْحَقُّ وَما يُبْدِئُ الْباطِلُ) يعني إبليس ، يقول : وما يبدئ إبليس خلقا (وَما يُعِيدُ) (٤٩) [سبأ : ٤٩] أي : وما يعيده كما لم يبدئه ، فكذلك لا يعيده ، والله هو المبدئ وهو المعيد.