قال الحسن : وكان طول السفينة ألف ذراع ومائتي ذراع ، وعرضها ستّمائة ذراع ، مطبّقة تسير ما بين الماءين ، بين ماء السماء وماء الأرض.
وقال بعضهم : كان طول السفينة ثلاثمائة ذراع ، وعرضها خمسين ذراعا ، وطولها في السماء ثلاثين ذراعا ، وبابها في عرضها. وإنّما استقلّت بهم في عشر خلون من رجب ، وكانت بهم في الماء خمسين ومائة يوم ، واستقرّت بهم على الجوديّ شهرا ، وأهبطوا إلى الأرض في عشر خلون من المحرّم.
قال : وذكر لنا أنّ نوحا عليهالسلام بعث الغراب لينظر إلى الماء ، فوجد جيفة ، فوقع عليها ، فبعث الحمامة فأتته بورقة زيتون ، فأعطيت الطوق الذي في عنقها ، وخضاب رجليها. وأنّ السفينة لمّا مرّت بالبيت طافت به أسبوعا.
قال : وكان للسفينة ثلاثة أبواب ، باب للسباع والطير ، وباب للبهائم ، وباب للناس. وفصل بين الرجال والنساء بجسد آدم عليهالسلام ، حمله معه نوح. وكان إبليس على الكوثل ، وهو ذنب السفينة ، فعرض عليه نوح التوبة ، فقال إبليس : كيف أصنع؟ قال تسجد لجسد آدم ، أي : بالوحي (١) قال : ما سجدت له حيّا فكيف أسجد له ميّتا.
قوله : (وَقالَ ارْكَبُوا فِيها بِسْمِ اللهِ مَجْراها وَمُرْساها إِنَّ رَبِّي لَغَفُورٌ رَحِيمٌ) (٤١) : وهو تعليم من الله علّمهم إيّاه ، ودلّهم عليه. قال بعضهم : قد بيّن الله لكم ما تقولون إذا ركبتم في البرّ وإذا ركبتم في البحر ؛ إذا ركبتم في البحر فقولوا : (بِسْمِ اللهِ مَجْراها وَمُرْساها إِنَّ رَبِّي لَغَفُورٌ رَحِيمٌ) وإذا ركبتم في البرّ فقولوا : (سُبْحانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنا هذا وَما كُنَّا لَهُ
__________________
وأخرجه ابن جرير الطبريّ في تفسيره ، ج ٢٣ ص ٩٧ مختصرا ، وفي تاريخه ، ج ١ ص ١٩٢ بهذا السند قال : «حدثنا محمّد بن بشّار ، قال : حدّثنا ابن عثمة قال : حدّثنا سعيد بن بشير ، عن قتادة عن الحسن عن سمرة بن جندب ، عن النبيّ صلىاللهعليهوسلم في قوله : (وَجَعَلْنا ذُرِّيَّتَهُ هُمُ الْباقِينَ) [الصافّات : ٧٧] قال : سام وحام ويافث».
(١) كذا في ق وع : «أي : بالوحي» ، لعلّه يريد قال نوح لإبليس ذلك بوحي من الله. وفي د : «بالوخى» ، ولم أهتد لمعنى أطمئنّ إليه إذا كان بهذا اللفظ الأخير.