[(وَقُضِيَ الْأَمْرُ) : أي فرغ منه ، يعني هلاك قوم نوح] (١).
قال : (وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِ) : أي السفينة. والجوديّ جبل بالجزيرة بموضع يقال له : باقردى (٢). قوله : (وَقُضِيَ الْأَمْرُ) قال مجاهد : وهلك قوم نوح.
قال بعضهم : قال الله لآدم عليهالسلام : يا آدم ، أهبط معك بيتي يطاف حوله كما يطاف حول عرشي. فطاف آدم ومن معه من المؤمنين. فلمّا كان زمان الطوفان ، حيث أغرق الله قوم نوح ، رفعه الله وطهّره من أن تصيبه عقوبة أهل الأرض ، فصار معمورا في السماء.
قال : وبلغنا أنّ السفينة لمّا أرادت أن تقف تطاول لها الجبال ، كلّ جبل منها أحبّ أن تقف عليه ، وتواضع الجوديّ ، فجاءت حتّى وقفت عليه.
وقال بعضهم : أبقاها الله بباقردي من أرض الجزيرة عبرة وآية حتّى نظر إليها أوائل هذه الأمّة ، وكم من سفينة بعدها صارت رمادا.
قوله : (وَقِيلَ بُعْداً لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ) (٤٤) : أي المشركين ، قوم نوح.
قوله : (وَنادى نُوحٌ رَبَّهُ فَقالَ رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنْتَ أَحْكَمُ الْحاكِمِينَ (٤٥) قالَ يا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ) الذين وعدتك أن أنجّيهم لك. وهو قوله : (وَأَهْلَكَ إِلَّا مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ).
وكان ابنه منافقا ، ونوح لا يعلم ، في تفسير الحسن. فناداه ، وكان عنده مؤمنا ، ولولا ذلك لم يناده ، وهو يعلم أنّ الله مغرق المشركين الكفّار. وقد قضى أنّه إذا نزل العذاب على
__________________
وانظر : اللسان (غيض).
(١) ما بين المعقوفين ساقط من المخطوطات الأربع ، وأثبتّه من ز ، ورقة ١٤٦.
(٢) في ق وع : «ياقوذى» ، وفي د : «ياقودا». وفي كليهما تصحيف صوابه ما أثبتّه : «باقردي» ، أو «قردي» وهي وبازبدى قريتان قريبتان من جبل الجوديّ بالجزيرة. انظر : ياقوت الحموي ، ج ١ ص ٣٢١ و ٣٢٧ ، وج ٤ ص ٣٢٢. وقال البكريّ في معجم ما استعجم : «(باقردى) بالراء والدال المهملتين ، مقصور ، موضع بالجزيرة ، مذكور في رسم الجوديّ».