قوم كذّبوا رسلهم ثمّ آمنوا لم يقبل منهم.
قوله : (إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صالِحٍ) : ذكروا عن أسماء بنت يزيد الأنصاريّة قالت : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقرأ هذا الحرف : (إِنَّهُ عَمَل غَيْرُ صالِحٍ) (١).
ذكروا عن ابن عبّاس أنّه قال : هو ابنه ولكنّه عمل غير صالح.
وكان الحسن يقرأها : (عَمَلٌ غَيْرُ صالِحٍ). وكان عنده ليس بابنه. وهي قراءة عروة بن الزبير. وبعضهم يقرأها على مقرأ الحسن وعروة ، ويقول : إنّ سؤالك إيّاي يا نوح ما ليس لك به علم عمل غير صالح. وقال بعضهم : كان يقال : ما بغت امرأة نبيّ قطّ. قوله : (فَلا تَسْئَلْنِ ما لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ) : قال الحسن : إنّك لم تكن تعلم ما كان يسرّ من النفاق. (إِنِّي أَعِظُكَ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْجاهِلِينَ (٤٦) قالَ رَبِّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَسْئَلَكَ ما لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَإِلَّا تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُنْ مِنَ الْخاسِرِينَ) (٤٧) : أي في العقوبة.
(قِيلَ يا نُوحُ اهْبِطْ بِسَلامٍ مِنَّا) : [يعني بسلامة من الغرق] (٢) (وَبَرَكاتٍ عَلَيْكَ وَعَلى أُمَمٍ مِمَّنْ مَعَكَ) : يعني نسول من كان معه في السفينة (وَأُمَمٌ) : من نسول من كان معه في السفينة (سَنُمَتِّعُهُمْ) : أي في الدنيا (ثُمَّ يَمَسُّهُمْ مِنَّا عَذابٌ أَلِيمٌ) (٤٨).
ذكروا أنّ عبد الله بن مسعود قال : ذنب ابن آدم دخل على الجعل في جحره فأسرى في ساعة ثمّ قال ومن غرق قوم نوح (٣).
__________________
(١) رواه أحمد في سننه وأبو داود. ورواه الترمذيّ في القراءات عن شهر بن حوشب عن أمّ سلمة ، وهي أسماء بنت يزيد الأنصاريّة. قال : وقد روي عن عائشة عن النبيّ صلىاللهعليهوسلم نحو هذا. ورواه أيضا يحيى بن سلّام عن حمّاد عن ثابت البنانيّ عن شهر بن حوشب عن أسماء بنت يزيد الأنصاريّة كما جاء في مخطوطة ز ، ورقة ١٤٧. وانظر تخريج الحديث في تفسير الطبري ، ج ١٥ ص ٣٤٨ ـ ٣٥٠ وتحقيق القول فيه وفي سنده.
(٢) زيادة من ز ، ورقة ١٤٧.
(٣) كذا ورد هذا الخبر عن ابن مسعود والذي يليه عن ابن عبّاس في كلّ المخطوطات الأربع فاسدي العبارة مخرومين في بعض ألفاظهما ، وقد أثبتّ ما جاء في د ، ولم أهتد لتصحيح الخبرين. وقد جاء الخبر في ع أكثر فسادا. جاء فيه : «ذنب آدم دخل على الجعل في حجره فاسمد (كذا) أمتي ساعة من قال أي والله ومن ـ