قوله : (فَما أَغْنَتْ عَنْهُمْ آلِهَتُهُمُ الَّتِي يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ مِنْ شَيْءٍ) : يعني الأوثان التي كانوا يعبدونها. (لَمَّا جاءَ أَمْرُ رَبِّكَ) : يعني العذاب. (وَما زادُوهُمْ) : أي تلك الأوثان في عبادتهم (غَيْرَ تَتْبِيبٍ) (١٠١) : أي غير تخسير. وقال الحسن : غير تدمير.
قوله : (وَكَذلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ) : أي هكذا أخذ ربّك (إِذا أَخَذَ الْقُرى) : يعني أهلها ، أي : الكفّار. (وَهِيَ ظالِمَةٌ) : أي وهي مشركة ، يعني أهلها (إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ) (١٠٢).
قوله : (إِنَّ فِي ذلِكَ) : أي فيما قصصت من أخبار الأمم السالفة ، ومن إهلاكي القرى الظالمة (لَآيَةً لِمَنْ خافَ عَذابَ الْآخِرَةِ). قوله : (ذلِكَ يَوْمٌ مَجْمُوعٌ لَهُ النَّاسُ) : أي يوم القيامة يجتمع فيه الخلق. (وَذلِكَ يَوْمٌ مَشْهُودٌ) (١٠٣) : أي يشهده أهل السماوات وأهل الأرض. قال : (وَما نُؤَخِّرُهُ) : أي ذلك اليوم ، يوم القيامة (إِلَّا لِأَجَلٍ مَعْدُودٍ) (١٠٤) : أي عند الله.
قوله : (يَوْمَ يَأْتِ) : أي يوم القيامة (لا تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلَّا بِإِذْنِهِ) : وهو كقوله : (يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ) أي : روح كلّ جسد (١) (وَالْمَلائِكَةُ صَفًّا لا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمنُ وَقالَ صَواباً) (٣٨) [النبأ : ٣٨] أي : في الدنيا. وقوله : (صوابا) أي : لا إله إلّا الله.
ذكروا عن حذيفة بن اليمان أنّه قال : يجمع الله الخلائق يوم القيامة في صعيد واحد حفاة عراة ، يسمعهم الداعي ، وينفذهم البصر ، قال : فأوّل ما يدعى محمّد صلىاللهعليهوسلم ، فيقول : لبّيك وسعديك ، والخير في يديك ، والشرّ ليس إليك ، المهدي من هديت ، عبدك بين يديك ، وبك وإليك ، لا منجى ولا ملجأ إلّا إليك ، تباركت ربّنا وتعاليت ، وعلى عرشك استويت ، سبحانك ربّ البيت. ثمّ يقال له : اشفع ؛ فذلك المقام المحمود الذي وعده الله.
قوله : (فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ) (١٠٥) : ذكروا عن عبد الله بن مسعود أنّه كان يقول :
__________________
(١) هذا وجه من وجوه تأويل كلمة الروح ، نسب إلى ابن عبّاس في بعض التفاسير ، ولها أوجه أخرى ؛ منها أنّ الروح هنا هو جبريل عليهالسلام. وانظر ابن الجوزي ، زاد المسير ، ج ٧ ص ١٢ ـ ١٣.