أي كانوا يعبدون الأوثان. (وَإِنَّا لَمُوَفُّوهُمْ نَصِيبَهُمْ) : أي من العذاب (غَيْرَ مَنْقُوصٍ) (١٠٩) : وهو كقوله : (فَإِنَّ جَهَنَّمَ جَزاؤُكُمْ جَزاءً مَوْفُوراً) (٦٣) [الإسراء : ٦٣].
قوله : (وَلَقَدْ آتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ فَاخْتُلِفَ فِيهِ) : [أي آمن به قوم وكفر به قوم] (١) (وَلَوْ لا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ) : ألّا يعذّب بعذاب الآخرة في الدنيا (لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ) : أي لقضى الله بينهم في الدنيا ، فأدخل أهل الجنّة الجنّة ، وأهل النار النار ، ولكن أخّر ذلك إلى يوم القيامة. (وَإِنَّهُمْ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مُرِيبٍ) (١١٠) : يعني المشركين. وقوله : (مريب) من قبل الريبة. قوله : (وَإِنَّ كُلًّا لَمَّا) : يعني الأوّلين والآخرين (لَيُوَفِّيَنَّهُمْ رَبُّكَ أَعْمالَهُمْ إِنَّهُ بِما يَعْمَلُونَ خَبِيرٌ) (١١١) (٢).
قوله : (فَاسْتَقِمْ كَما أُمِرْتَ) : على الإسلام (وَمَنْ تابَ مَعَكَ) : يعني المؤمنين الذين تابوا من الشرك. (وَلا تَطْغَوْا) : فترجعوا عن الإسلام وتطغوا فيما أحلّ لكم كما طغى أهل الجاهليّة فحرّموا البحيرة والسائبة والوصيلة والحام والزرع. ولا تقارفوا كبائر ما نهاكم الله عنه فتطغوا. وهو طغيان فوق طغيان ، وطغيان دون طغيان ؛ بعضه شرك ، وبعضه نفاق دون الشرك. (إِنَّهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ) (١١٢).
قوله : (وَلا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا) : والركون (٣) إلى الظلمة من وجهين : يقول : لا تلحقوا بالمشركين (٤) ، ولا ترضوا بأعمالهم ، وهو ظلم شرك. وكذلك لا تركنوا إلى الذين
__________________
ـ في تفسير الطبريّ ، ج ١٥ ص ٤٩١. وانظر كشّاف الزمخشريّ ، ج ٢ ص ٤٣١.
(١) زيادة من ز ، ورقة ١٥١.
(٢) انظر اختلاف القرّاء في قراءة قوله تعالى : (وَإِنَّ كُلًّا لَمَّا لَيُوَفِّيَنَّهُمْ) وبيان ذلك في معاني الفرّاء ، ج ٢ ص ٢٨ ـ ٣٠.
(٣) وردت الكلمة في المخطوطات كلها : «الإركان» هكذا ، ولعلّ المؤلّف قرأ بقراءة من قرأ «ولا تركنوا» بضمّ التاء ، وهي قراءة أشار إليها الزمخشريّ في الكشّاف ، ج ٢ ص ٤٣٣ ونسبها إلى ابن أبي عبلة ، من أركنه : إذا أماله ، والصواب ما أثبتّه : «الركون» تبعا لقراءة الجمهور : (وَلا تَرْكَنُوا).
(٤) في المخطوطات الأربع ، وفي ز ، ورقة ١٥١ : «لا تلحقوا بالشرك» ، وهي نفس عبارة الطبريّ في تفسيره ، ج ١٥ ص ٥٠١ ، وهي من كلام قتادة. ولكنّ الجملة التالية تستلزم ما أثبتّه : «لا تلحقوا بالمشركين ، ولا ـ