الملك ، وعلى رأسي ثلاث سلل من خبز ، فإذا فوق أعلاها طير تأكل منها. قال له يوسف : رؤياك قبيحة. أمّا السلل الثلاثة فثلاثة أيّام تكون في السجن ، ثمّ يخرجك الملك فيصلبك فتأكل الطير من رأسك. فقال : يا يوسف ، فإنّي لم أر شيئا. قال : (قُضِيَ الْأَمْرُ الَّذِي فِيهِ تَسْتَفْتِيانِ) كالذي قلتما ، كذلك يقضى لكما ، لصاحب الخير خير ، ولصاحب الشرّ شرّ.
ذكروا أنّ رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : الرؤيا عند ما عبّرت (١).
ذكروا أنّ رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : الرؤيا معلّقة برجل طير ما لم يحدّث بها صاحبها ، فإذا حدّث بها وقعت. فلا تحدّثنّ بها إلّا عالما أو ناصحا ، أو قال : حبيبا ، أو كالذي قال (٢).
ذكروا عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : إذا كان في آخر الزمان ، أو إذا اقترب الزمان لم تكد تكذب رؤيا المؤمن. وأصدقهم رؤيا أصدقهم حديثا. والرؤيا ثلاثة : منها بشرى من الله ، ومنها تحزين من الشيطان ، ومنها ما يحدّث به الرجل نفسه (٣).
قوله : (قالَ لا يَأْتِيكُما طَعامٌ تُرْزَقانِهِ إِلَّا نَبَّأْتُكُما بِتَأْوِيلِهِ) : أي بمجيئه. قال بعضهم : أي : بلون الطعام (قَبْلَ أَنْ يَأْتِيَكُما ذلِكُما مِمَّا عَلَّمَنِي رَبِّي). فكان يخبرهما بما يأتيهما من الطعام قبل أن يأتيهما ، بما يطلعه الله عليه ، كما أطلع عيسى ابن مريم ، فكان ينبئ بني إسرائيل بما يأكلون وما يدّخرون في بيوتهم. فكان يقول للرجل : أكلت كذا وكذا ،
__________________
(١) أخرجه ابن ماجه من حديث هذا لفظه : «اعتبروها بأسمائها ، وكنّوها بكناها ، والرؤيا لأوّل عابر» في كتاب تعبير الرؤيا (رقم ٣٩١٥) وأخرجه ابن أبي شيبة بلفظ : «الرؤيا لأوّل عابر» ، وأخرجه الحاكم بلفظ : «إنّ الرؤيا تقع على ما تعبر» ، كلّهم يروي الحديث عن أنس مرفوعا.
(٢) أخرجه ابن ماجه في كتاب تعبير الرؤيا ، باب الرؤيا إذا عبّرت وقعت (رقم ٣٩١٤). وأخرجه أبو داود في كتاب الأدب ، باب تعبير الرؤيا (رقم ٥٠٢٠) كلاهما يرويه من طريق وكيع بن عدس ، عن عمّه أبي رزين عن النبيّ عليهالسلام.
(٣) أخرجه ابن ماجه في كتاب تعبير الرؤيا ، باب أصدق الناس رؤيا أصدقهم حديثا (رقم ٣٩١٧) وفي باب الرؤيا ثلاثة (رقم ٣٩٠٦) وأخرجه أبو داود في كتاب الأدب ، باب ما جاء في الرؤيا (رقم ٥٠١٩) كلاهما يرويه من حديث أبي هريرة. كما أخرج البخاريّ بعضه في كتاب التعبير ، باب القيد في المنام ، وأخرجه الترمذيّ أيضا.