يذكره عند الملك.
قال : (فَلَبِثَ فِي السِّجْنِ بِضْعَ سِنِينَ) (٤٢) : قال بعضهم : سبع سنين بعد ذلك ، عقوبة من الله لقوله : (اذْكُرْنِي عِنْدَ رَبِّكَ) ، وقال الحسن : البضع ما بين الثلاثة إلى العشرة.
وقال مجاهد : (اذْكُرْنِي عِنْدَ رَبِّكَ) أي : عند الملك ؛ فلم يذكره حتّى رأى الملك الرؤيا. وذلك أنّ يوسف عليهالسلام أنساه الشيطان ذكر ربّه وأمره أن يذكره للملك ابتغاء الفرج عنده. فلبث في السجن بضع سنين عقوبة [لقوله ذلك] (١). ذكروا عن الحسن قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : ((رحم الله أخي يوسف ، لو لم يقل (اذْكُرْنِي عِنْدَ رَبِّكَ) ما لبث في السجن ما لبث)) (٢).
قوله : (وَقالَ الْمَلِكُ إِنِّي أَرى سَبْعَ بَقَراتٍ سِمانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجافٌ) أي سبع بقرات عجاف (وَسَبْعَ سُنْبُلاتٍ) أي ورأيت سبع سنبلات (خُضْرٍ وَأُخَرَ يابِساتٍ) أي وسبعا يابسات (يا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَفْتُونِي فِي رُءْيايَ إِنْ كُنْتُمْ لِلرُّءْيا تَعْبُرُونَ) (٤٣).
(قالُوا أَضْغاثُ أَحْلامٍ) : أي أخلاط أحلام. وقال الحسن : ألوان أحلام. وقال بعضهم : فعل أحلام ، وقال الأضغاث الأحلام ، الكاذبة. (وَما نَحْنُ بِتَأْوِيلِ الْأَحْلامِ بِعالِمِينَ) (٤٤).
(وَقالَ الَّذِي نَجا مِنْهُما) : أي من المسجونين ، وهو الساقي (وَادَّكَرَ بَعْدَ أُمَّةٍ) : يقول : ادّكر بعد حين ، في تفسير مجاهد. وقال الكلبيّ : بعد سبع سنين. وقال بعضهم ، (بعد
__________________
(١) زيادة من ز ورقة ١٥٥. لم يذكر المؤلّف هنا إلّا وجها واحدا لتأويل قوله تعالى : (فَأَنْساهُ الشَّيْطانُ ذِكْرَ رَبِّهِ) مع تكرار في اللفظ وتطويل. أمّا الفرّاء فقد ذكر ذلك بعبارة موجزه واضحة مع استيفائه لوجهي التأويل. قال في معاني القرآن ، ج ٢ ص ٤٦ : (فَأَنْساهُ الشَّيْطانُ) يقول : أنسى الشيطان يوسف أن يجعل ذكره ومستغاثه إلى الله ، ويقال : أنسى الشيطان الساقي أن يذكر أمر يوسف. (ذِكْرَ رَبِّهِ) ذكر يوسف لمولاه».
(٢) أخرجه الطبريّ في تفسيره ، ج ١٦ ص ١١٢ عن عكرمة وعن الحسن مرسلا. وأخرجه مرّة عن عكرمة عن ابن عبّاس عن النبيّ عليهالسلام. وقال عنه المحقّق الشيخ محمود محمّد شاكر : «هذا خبر ضعيف الإسناد جدّا».