أمّة) أي : بعد سنين. وذكر عكرمة أنّ ابن عبّاس كان يقرأها : (بعد أمه) أي : بعد نسيان.
(أَنَا أُنَبِّئُكُمْ بِتَأْوِيلِهِ فَأَرْسِلُونِ) (٤٥) : وفيها إضمار ، وإضمارها : [فأرسله الملك ، فأتى يوسف في السجن فقال : (يُوسُفُ أَيُّهَا الصِّدِّيقُ) : يعني الصادق.
[وقال بعضهم :] (١) أيّها الرجل الصالح (أَفْتِنا فِي سَبْعِ بَقَراتٍ سِمانٍ) : أي أخبرنا عن سبع بقرات سمان (يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجافٌ وَسَبْعِ سُنْبُلاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يابِساتٍ لَعَلِّي أَرْجِعُ إِلَى النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَعْلَمُونَ) (٤٦). فأجابه يوسف فقال : أمّا السبع البقرات السمان والسبع السنبلات الخضر فهي سبع سنين تخصب. وأمّا السبع البقرات العجاف والسنبلات اليابسات فهي سبع سنين مجدبة (٢) يابسات. قال : يا يوسف ، ثمّ ماذا بعد ذلك؟ قال : (ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذلِكَ عامٌ فِيهِ يُغاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ). هذا في تفسير الكلبيّ. وقوله : (فِيهِ يُغاثُ النَّاسُ) ، أي : أهل مصر يغاثون بالمطر. (وَفِيهِ يَعْصِرُونَ) أي : العنب والزيتون في تفسير بعضهم. قال : وهذا علم آتاه الله علمه لم يسأل عنه. قوله : (قالَ تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأَباً) : [أي : دائبين كعادتكم] (٣) (فَما حَصَدْتُمْ فَذَرُوهُ فِي سُنْبُلِهِ) : أراد بذلك البقاء ، لأنّه إذا كان في السنبل كان أبقى له (إِلَّا قَلِيلاً مِمَّا تَأْكُلُونَ) (٤٧).
قال : (ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذلِكَ سَبْعٌ شِدادٌ) : أي مجدبة (يَأْكُلْنَ ما قَدَّمْتُمْ لَهُنَ) : أي في السنين المخاصب (إِلَّا قَلِيلاً مِمَّا تُحْصِنُونَ) (٤٨) : أي إلّا قليلا ممّا [تحرزون وتدّخرون] (٤).
(ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذلِكَ عامٌ فِيهِ يُغاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ) (٤٩) : قد فسّرناه في
__________________
(١) ما بين المعقوفين ساقط كلّه من المخطوطات الأربع ، فأثبتّه من ز ورقة ١٥٥.
(٢) في المخطوطات : «سبع سنين خصب» و... «سبع سنين جدوبة» وأثبتّ ما في ز ورقة ١٥٥.
(٣) زيادة من ز ورقة ١٥٥.
(٤) في المخطوطات : «إلّا قليلا مّمّا تاكلون» وهو خطأ ظاهر. وأثبتّ التصحيح من كتب التفسير ومن ز ، ورقة ١٥٥.