قوله : (وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ طَوْعاً وَكَرْهاً وَظِلالُهُمْ بِالْغُدُوِّ وَالْآصالِ) : أي العشيّ.
قال الحسن : (وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَنْ فِي السَّماواتِ) ، ثمّ انقطع الكلام. ثمّ قال : (والارض) ، أي : ومن في الأرض ، (طَوْعاً وَكَرْهاً) [أي : طائعا وكارها] (١). ثمّ قال (٢) : لا يجعل الله من دخل في الإسلام طوعا كمن دخله كرها (٣).
وفي تفسير الكلبيّ : يسجد أهل السماوات طوعا ، ومن ولد في الإسلام ، والذي يسجد كرها من جبر (٤) على الإسلام.
وقال مجاهد : سجود المؤمن طائعا ، وسجود ظلّ الكافر كارها. يقول : يسجد ظلّه والكافر كاره. وقال الحسن : (وَظِلالُهُمْ بِالْغُدُوِّ وَالْآصالِ) يعني سجود ظلّ الكافر. يعني أنّه يسجد له بالغدوّ والآصال. أما ظلّه فيسجد له ، وأمّا هو فلا يسجد. وتفسير الكلبيّ : إذا سجد الرجل سجد ظلّه معه. (١٥)
قوله : (قُلْ مَنْ رَبُّ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ قُلِ اللهُ) : هو مثل قوله : (قُلْ مَنْ رَبُّ السَّماواتِ السَّبْعِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ (٨٦) سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلا تَتَّقُونَ) (٨٧) [المؤمنون : ٨٦ ـ ٨٧] قال الله : فإذا أقرّوا بذلك أي : أنّه الله ف (قُلْ أَفَاتَّخَذْتُمْ مِنْ دُونِهِ أَوْلِياءَ) : وهو على الاستفهام. (لا يَمْلِكُونَ لِأَنْفُسِهِمْ نَفْعاً وَلا ضَرًّا) : ولا تغني عنهم أوثانهم التي يعبدون من دون الله. وهذا استفهام على معرفة. أي : قد فعلتم.
(قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الْأَعْمى وَالْبَصِيرُ) : وهذا مثل الكافر والمؤمن ؛ الكافر أعمى عن
__________________
(١) زيادة من ز ، ورقة ١٦٠.
(٢) كذا في المخطوطات الأربع ، «ثمّ قال» ، أي : الحسن ، وفي ز ، ورقة ١٦٠ : «قال الحسن : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : والله لا يجعل الله من دخل في الإسلام طوعا كمن دخله كرها».
(٣) لم أجده حديثا مرفوعا إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم فيما بين يديّ من مصادر الحديث. ولعلّ ناسخ مخطوطة زوهم فجعله من مراسيل الحسن.
(٤) كذا في المخطوطات الأربع : «جبر» ، والثلاثيّ صحيح ، وأفصح منه : أجبر. انظر اللسان : (جبر).