بالشياطين والأوثان (وَضَلَّ عَنْهُمْ ما كانُوا يَفْتَرُونَ) (٨٧) : أي عبادتهم إيّاهم في الدنيا افتراء على الله ، وهو الكذب. وهو كقوله : (ثُمَّ قِيلَ لَهُمْ أَيْنَ ما كُنْتُمْ تُشْرِكُونَ (٧٣) مِنْ دُونِ اللهِ قالُوا ضَلُّوا عَنَّا) [غافر : ٧٣ ـ ٧٤].
قوله : (الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللهِ زِدْناهُمْ عَذاباً فَوْقَ الْعَذابِ) : بلغنا عن ابن مسعود أنّه قال : حيّات وعقارب ، لها أنياب مثل النخل الطوال تنهشهم. وقال الحسن : هو كقوله : (فَذُوقُوا فَلَنْ نَزِيدَكُمْ إِلَّا عَذاباً) (٣٠) [النبأ : ٣٠]. قوله : (بِما كانُوا يُفْسِدُونَ) (٨٨) : يعني الشرك ، وهو أعظم المعاصي.
قوله : (وَيَوْمَ نَبْعَثُ فِي كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيداً عَلَيْهِمْ مِنْ أَنْفُسِهِمْ) : يعني نبيّهم ، وهو شاهد عليهم (وَجِئْنا بِكَ) : يا محمّد (شَهِيداً عَلى هؤُلاءِ) : يعني أمّته (وَنَزَّلْنا عَلَيْكَ الْكِتابَ تِبْياناً لِكُلِّ شَيْءٍ) : أي ما بيّن فيه من الحلال والحرام والكفر والإيمان والأمر والنهي وكلّ ما أنزل فيه.
ذكروا عن أبي الدرداء قال : أنزل القرآن على ستّ آيات : آية مبشّرة ، وآية منذرة ، وآية فريضة ، وآية تأمرك ، وآية تنهاك ، وآية قصص وأخبار. قال : (وَهُدىً وَرَحْمَةً وَبُشْرى لِلْمُسْلِمِينَ) (٨٩).
قوله : (إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسانِ وَإِيتاءِ ذِي الْقُرْبى) : أي حقّ القرابة. ذكروا عن الحسن قال : حقّ الرحم ألّا تحرمها ولا تهجرها. قال بعضهم : إن لم يكن لك مال تعطيه فامش إليه برجلك.
ذكروا أنّ رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : إنّ الرحم معلّقة بالعرش ، وليس الواصل بالمكافئ ، ولكن الذي إذا انقطعت رحمه وصلها (١).
__________________
(١) أخرجه البخاريّ في كتاب الأدب ، باب ليس الواصل بالمكافئ ، عن عبد الله بن عمرو ، وأخرجه أحمد في مسنده وأخرجه الترمذيّ في أبواب البرّ والصلة ، باب ما جاء في صلة الرحم عن عبد الله بن عمرو ، وأخرجه أبو داود في كتاب الزكاة ، باب في صلة الرحم. (رقم ١٦٩٧) عن عبد الله بن عمرو أيضا.