(٥٩) [يونس : ٥٩].
قوله : (مَتاعٌ قَلِيلٌ) : أي إنّ الذي هم فيه من الدنيا متاع قليل ذاهب. (وَلَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ) (١١٧) في الآخرة.
قوله : (وَعَلَى الَّذِينَ هادُوا) : يعني اليهود ؛ سمّوا أنفسهم اليهود وتركوا الإسلام (حَرَّمْنا) : عليهم بكفرهم (ما قَصَصْنا عَلَيْكَ مِنْ قَبْلُ) : في سورة الأنعام وهي مكّيّة ، وهذا الموضع من هذه السورة مدنيّ ؛ يعني قوله : (وَعَلَى الَّذِينَ هادُوا حَرَّمْنا كُلَّ ذِي ظُفُرٍ وَمِنَ الْبَقَرِ وَالْغَنَمِ حَرَّمْنا عَلَيْهِمْ شُحُومَهُما إِلَّا ما حَمَلَتْ ظُهُورُهُما أَوِ الْحَوايا) والحوايا المبعر (أَوْ مَا اخْتَلَطَ بِعَظْمٍ) [الأنعام : ١٤٦].
قال : (وَما ظَلَمْناهُمْ وَلكِنْ كانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ) (١١٨) : وإنّما حرّم ذلك عليهم بظلمهم. وقد بيّن ذلك في سورة النساء فقال : (فَبِظُلْمٍ مِنَ الَّذِينَ هادُوا حَرَّمْنا عَلَيْهِمْ طَيِّباتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ ...) إلى آخر الآية [النساء : ١٦٠].
قوله : (ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ عَمِلُوا السُّوءَ بِجَهالَةٍ ثُمَّ تابُوا مِنْ بَعْدِ ذلِكَ وَأَصْلَحُوا إِنَّ رَبَّكَ مِنْ بَعْدِها) : أي من بعد تلك الجهالة (١) إذا تابوا منها (لَغَفُورٌ رَحِيمٌ) (١١٩). وكلّ ذنب عمله العبد فهو بجهالة ، وذلك منه جهل (٢).
قوله : (إِنَّ إِبْراهِيمَ كانَ أُمَّةً) : والأمّة السيّد (٣) في الخير ؛ يعلّم الخير ويفقّه الناس ويبصّرهم معالم دينهم وسبل رشادهم ، أي : إنّه كان في الخير إماما. (قانِتاً لِلَّهِ) : أي : مطيعا لله. كان إمام هدى يقتدى به ، ويؤخذ عنه.
__________________
(١) أعاد المؤلّف الضمير هنا إلى الجهالة ، وأصحّ منه أن يعود الضمير إلى التوبة كما ذكره الطبريّ في تفسيره ج ١٤ ، ص ١٩٠ ، قال : «يقول : إنّ ربّك يا محمّد من بعد توبتهم له (لغفور رّحيم)». وكما أورده الزمخشريّ في الكشّاف ، ج ٢ ص ٦٤١.
(٢) وقال الفرّاء في المعاني ، ج ٢ ص ١١٤ : «كلّ من عمل سوءا فهو جاهل إذا عمله».
(٣) في ق وج ود ، وفي سع «السنّة في الخير». وأثبتّ ما جاء في ز ورقة ١٧٩ : «السيّد في الخير» ، وهو أصحّ ، ولكلّ وجه.