ذكروا أنّ رسول الله صلىاللهعليهوسلم لما أتي بالبراق ليركبه استصعب ، فقال له جبريل : اسكن ، فو الذي نفس محمّد بيده ما ركبك مخلوق أكرم على الله منه. قال : فارفضّ عرقا وقرّ.
وذكروا أنّ رسول الله قال : مررت ليلة أسري بي على رجال تقرض شفاههم بمقاريض من نار ، فقلت من هؤلاء يا جبريل؟ فقال : هؤلاء خطباء من أمّتك يأمرون الناس بالخير والبرّ وينسون أنفسهم وهم يتلون الكتاب أفلا يعقلون.
ذكروا أنّ رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : بينما أنا في الجنّة إذ أنا بنهر حافاته قباب اللؤلؤ المجوّف ، فضربت بيدي إلى مجرى الماء فإذا مسك أذفر. فقلت : ما هذا يا جبريل؟ فقال : هذا الكوثر الذي أعطاك الله (١).
وذكر بعض أصحاب النبيّ عن النبيّ عليهالسلام هذا الحديث غير أنّه أغزر منه وأطول ، فيه ما ليس في الحديث الأوّل (٢).
قال : بينما أنا في البيت إذ أتيت ، فشقّ النحر ، فاستخرج القلب ، فغسل بماء زمزم ، ثمّ أعيد مكانه. ثمّ أتيت بدابّة أبيض (٣) يقال له البراق ، فوق الحمار ودون البغل ، مضطرب الأذنين ، يقع خطوه عند منتهى طرفه. فحملت عليه فسار بي نحو بيت المقدس ؛ فإذا مناد ينادي عن يمين الطريق : يا محمّد ، على رسلك أسألك ، يا محمّد على رسلك أسألك ، يا محمّد على رسلك أسألك. فمضيت ولم أعرج عليه. ثمّ إذا أنا بمناد ينادي عن يسار الطريق : يا محمّد ، على رسلك أسألك ، يا محمّد على رسلك أسألك ، يا محمّد على رسلك
__________________
ـ جمع من الصحابة ، منهم من رواه مطوّلا ، ومنهم من روى طرفا منه ، فارجع إليه في مظانّه ، وانظره في كتب التفسير مثل تفسير الطبريّ ، ج ١٥ ص ٢ ـ ١٧ ، وتفسير ابن كثير ، ج ٤ ص ٢٣٩ ـ ٢٨٠. والدر المنثور ، ج ٤ ص ١٣٦ ـ ١٥٨.
(١) أخرجه البخاريّ من حديث أنس في كتاب التفسير ، تفسير (إِنَّا أَعْطَيْناكَ الْكَوْثَرَ).
(٢) هذا الحديث ساقط من د وج ، وهو موجود في ق وع ، وفي سع. وهو الذي رواه ابن سلّام مرفوعا عن أبي سعيد الخدريّ. ورواه الطبريّ في تفسيره ، والسيوطيّ في الدرّ المنثور.
(٣) كذا في ج ود ، وفي ق وع : «بدابّة بيضاء» ، وكلاهما صحيح.