معلّقات بثديّهن ، وأحسبه قال : وإذا حيّات وعقارب ينهشنهنّ ؛ فقلت : من هؤلاء يا جبريل؟ قال : هؤلاء الظؤورة (١) اللاتي يقتلن أولادهنّ (٢).
قال : ثمّ أتيت على سابلة آل فرعون حيث ينطلق بهم إلى النار يعرضون عليها غدوّا وعشيّا ؛ فإذا رأوها قالوا : ربّنا لا تقومنّ الساعة ، لما يرون من عذاب الله. وإذا أنا برجال بطونهم كالبيوت يقومون فيقعون لظهورهم ولبطونهم فيأتي عليهم آل فرعون فيثردونهم بأرجلهم ثردا. فقلت : من هؤلاء يا جبريل؟ قال : هؤلاء أكلة الربا. ثمّ تلا هذه الآية : (الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبا لا يَقُومُونَ إِلَّا كَما يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطانُ مِنَ الْمَسِ) [البقرة : ٢٧٥].
ثمّ عرج بنا حتّى انتهينا إلى السماء الثانية فاستفتح جبريل فقيل : من هذا؟ قال : جبريل. قيل : ومن معك؟ قال : محمّد. قيل : أو قد بعث إليه؟ قال : نعم. قالوا : مرحبا به ، ولنعم المجيء جاء. ففتح لنا فإذا أنا بابني الخالة يحيى وعيسى. فرحّبا بي ، ودعوا لي بخير. ثمّ عرج بنا حتّى انتهينا إلى السماء الثالثة ، فاستفتح جبريل فقيل : من هذا؟ قال : جبريل. قيل : ومن معك؟ قال : محمّد. قيل : أو قد بعث إليه؟ قال : نعم. قالوا : مرحبا به ولنعم المجيء جاء. ففتح لنا فإذا أنا بيوسف ، وإذا هو قد أعطي نصف الحسن (٣) ، قال : فرحّب بي ودعا لي بخير. ثمّ عرج بنا حتّى انتهينا إلى السماء الرابعة ، فاستفتح جبريل. فقيل : من هذا؟ قال : جبريل. قيل : ومن معك؟ قال : محمّد. قيل : أو قد بعث إليه؟ قال : نعم. قالوا : مرحبا به ولنعم المجيء جاء. ففتح لنا فإذا أنا بإدريس. فرحّب بي ودعا لي بخير. ثمّ عرج بنا إلى السماء الخامسة ، فاستفتح جبريل فقيل : من هذا؟ قال : جبريل. قيل : ومن معك؟ قال : محمّد. قيل : أو قد بعث إليه؟ قال : نعم. قالوا : مرحبا به ولنعم المجيء جاء. ففتح لنا. فإذا أنا
__________________
(١) الظؤورة ، والظؤرة والأظؤر جموع لظئر ، وهي المرضعة غير ولدها والمعطوفة عليه من النساء والنوق.
(٢) كذا في ق وع وسع ، وفي تفسير ابن كثير من رواية أبي سعيد الخدريّ : «هنّ اللاتي يزنين ويقتلن أولادهنّ». وهو أصحّ.
(٣) كذا في ق وع. وفي ز ورقة ١٨١ وفي سع ٦ ب : «شطر الحسن».