الثنيّة يقدمها جمل أورق كما قال. وفيها الرهط الذين سمّى مع طلوع الشمس ؛ فرموه بالسحر ، وقالوا : صدق الوليد بن المغيرة فيما قال : إنّه ساحر.
وجاء أبو بكر فقال : بأبي أنت وأمّي يا رسول الله ، حدّثني ما رأيت عن يمينك حين دخلت بيت المقدس ، وما رأيت عن يسارك. فحدّثه رسول الله صلىاللهعليهوسلم فصدّقه أبو بكر وقال : أشهد أنّك صادق فيومئذ سمّي الصدّيق ، فقال رسول الله : وأنت الصدّيق يا أبا بكر (١).
قوله : (وَآتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ) : أي التوراة (وَجَعَلْناهُ هُدىً لِبَنِي إِسْرائِيلَ) : أي لمن آمن منهم. (أَلَّا تَتَّخِذُوا مِنْ دُونِي وَكِيلاً) (٢) : أي ألّا تتّخذوا من دوني شريكا. وقال بعضهم : ربّا.
(ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنا مَعَ نُوحٍ) : أي في السفينة ، أي : يا ذرية من حملنا مع نوح ، ولذلك انتصب (٢). وقال بعضهم : (ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنا مَعَ نُوحٍ) أي : الناس كلّهم ذرّيّة من أنجى الله في تلك السفينة. وذكر لنا أنّه نجّى فيها نوحا وثلاثة بنين له : سام وحام ويافث وامرأته ونساءهم ، فجميعهم ثمانية.
قال : (إِنَّهُ كانَ عَبْداً شَكُوراً) (٣) : قال بعضهم : ذكر لنا أنّه كان إذا استجدّ ثوبا حمد الله. والعامّة على أنّ الشكور المؤمن ، وهو حقيقة التفسير.
قوله : (وَقَضَيْنا إِلى بَنِي إِسْرائِيلَ فِي الْكِتابِ) : قال الحسن : يقول : أعلمناهم. كقوله : (وَقَضَيْنا إِلَيْهِ ذلِكَ الْأَمْرَ) [الحجر : ٦٦] أي : أعلمناه. ذكروا أنّ مجاهدا قال :
__________________
(١) من حديث الحسن عن مسراه صلىاللهعليهوسلم حسبما رواه ابن إسحاق. انظر سيرة ابن هشام ، ج ١ ص ٣٩٨.
(٢) انظر بحثا لغويّا قيّما في أصل كلمة «ذرّيّة» ، وهل هي من (ذرأ) ، أو (ذرر) ، أو (ذرو) ، أو (ذرى) فقد تتبّع ابن جنّي في كتابه المحتسب وجوه اشتقاق الكلمة وفصّل القول فيها في ج ١ ص ١٥٦ ـ ١٦٠. أمّا عن وجوه نصبها فالوجه المشهور لدى المفسّرين أنّها منصوبة على النداء في قراءة من قرأ : (لا تتّخذوا) بالتاء. وقد تكون منصوبة على البدل من قوله (وكيلا) ، أو على أنّها مفعول أوّل ل (تتّخذوا) و (وكيلا) المفعول الثاني. وانظر أوجها أخرى من الإعراب في كشّاف الزمخشريّ ، ج ٢ ص ٦٤٨. وفي بيان ابن الأنباريّ ، ج ٢ ص ٨٦.