حربة. فقلت : من هذا يا جبريل؟ فقال : إنّ نبيّا أسري به قبلك فمرّ على هذا وهو قاعد ، فظن أنّه ربّه ، فأهوى له ساجدا ، فأقامه الله منذ يومئذ ليعلم أنّه عبد (١).
قوله تعالى : (لِنُرِيَهُ مِنْ آياتِنا) : أي ما أراه الله من الآيات والعبر في طريق بيت المقدس. قال : (إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ) (١) : يعني نفسه ، لا أسمع منه ولا أبصر.
قال الكلبيّ : لمّا أخبر النبيّ عليهالسلام بذلك المشركين قال المشركون : تحدّثنا أنّك صلّيت الليلة في بيت المقدس ورجعت من ليلتك ، وهو مسيرة شهر للذاهب وشهر للمقبل!.
وقال بعضهم : رويدك يا محمّد ، نسألك عن عيرنا ، هل رأيتها في الطريق؟ قال : نعم. قالوا : أين؟ قال : مررت على عير بني فلان بالروحاء ، وقد أضلّوا ناقة ، وهم في طلبها ، فمررت على رحالهم وليس بها منهم أحد [فوجدت في إناء من آنيتهم ماء فشربته ، فسلوهم إذا رجعوا هل وجدوا الماء في الإناء؟] (٢). قالوا هذه والله آية بيّنة. قال : فمررت على عير بني فلان فنفرت منّي الإبل ساعة كذا وكذا. ووصف جملا منها ؛ قال : كان عليه أجير بني فلان ، عليه جوالق أسود مخطّط ببياض. قالوا : هذه والله آية وقد عرفنا الجوالق. قال : ثمّ مررت على عير بني فلان بالتنعيم. قالوا : فإن كنت صادقا فإنّها تقدم الآن. قال : أجل. قالوا : فأخبرنا بعدّتها وأحمالها ومن فيها. قال : كنت مشغولا عن ذلك. قال : فبينما هو يحدّثهم إذ مثل له عدّتها وأحمالها في الحدور (٣) يقدمها جمل أورق. فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : هاهي ذي منحدرة من ثنيّة كذا وكذا مع طلوع الشمس ، يقدمها جمل أورق ، وعدّتها كذا وكذا ، وأحمالها كذا وكذا ، وفيها فلان وفلان وفلان ، وسمّى الرهط الذين فيها بأسمائهم لم يغادر منهم أحدا. فخرج رهط من قريش يسعون قبل الثنية ، فإذا هم بها حين انحدرت من
__________________
(١) لم أجد هذا الحديث فيما بين يديّ من مصادر الحديث والتاريخ والتفسير.
(٢) زيادة من سع ، ورقة ٧ ب.
(٣) قال الجوهريّ في الصحاح ، (حدر) : «الحدور : الهبوط ، وهو المكان تنحدر منه ، والحدور ، بالضم : فعلك».