قوله : (وَاخْفِضْ لَهُما جَناحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ) : أي : لا تمتنع من شيء أحبّاه.
ذكروا أنّ رسول الله صلىاللهعليهوسلم أوصى بعض أهل بيته فكان فيما أوصاه : أطع والديك وإن أمراك أن تخرج من مالك كلّه فافعل (١).
قوله : (وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُما كَما رَبَّيانِي صَغِيراً) (٢٤) : هذا إذا كانا مسلمين ، وإذا كانا مشركين فلا يقل : ربّ ارحمهما. هذا الحرف منسوخ نسخه (ما كانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كانُوا أُولِي قُرْبى) [التوبة : ١١٣].
ذكروا أنّ رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : من أصبح بارّا بوالديه أصبح له بابان مفتوحان إلى الجنّة ، [ومن أمسى مثل ذلك] (٢) ، وإن واحد فواحد ، ومن أصبح عاقّا لوالديه أصبح له بابان مفتوحان إلى النار ، وإن واحد فواحد ، وإن ظلماه وإن ظلماه وإن ظلماه (٣).
ذكروا أنّ رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : رضا الربّ مع رضا الوالد ، وسخط الربّ مع سخط الوالد (٤).
ذكروا أنّ رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : إنّ فوق كل برّ برّا حتّى إن الرجل يهريق دمه في سبيل الله ، وإنّ فوق كلّ فجور فجورا حتّى إنّ الرجل ليعقّ والديه (٥).
قوله : (رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِما فِي نُفُوسِكُمْ) : أي من برّ الوالدين (إِنْ تَكُونُوا صالِحِينَ فَإِنَّهُ كانَ لِلْأَوَّابِينَ غَفُوراً) (٢٥) : الأوّاب التائب الراجع عن ذنبه.
__________________
(١) أخرجه يحيى بن سلّام عن مكحول مرسلا. ولم أجده بهذا اللفظ فيما بين يديّ من كتب الحديث إلّا ضمن حديث روي عن ابن عبّاس بسند ضعيف.
(٢) زيادة من سع ورقة ٨ ظ.
(٣) أخرجه يحيى بن سلّام بسند عن ابن عبّاس في ورقة ٨ ظ ، وأخرجه ابن أبي شيبة والبيهقيّ عن ابن عبّاس مرفوعا كما في الدرّ المنثور ، ج ٤ ص ١٧٤.
(٤) أخرجه يحيى بن سلّام بسند عن يعلى بن عطاء عن أبيه عن عبد الله بن عمرو ، في ورقة ٨ ظ. وأخرجه الترمذيّ في أبواب البرّ والصلة ، باب الفضل في رضا الوالدين عن عبد الله بن عمرو مرفوعا.
(٥) أخرجه يحيى عن الحسن مرسلا ، ولم أجده في مصادر أخرى.